দাকায়া ইলা সাবিল মুমিনিন

আবু ঈশাক ইব্রাহিম আতফায়্যিশ d. 1385 AH
97

দাকায়া ইলা সাবিল মুমিনিন

الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش

জনগুলি

إن الأفضلية موهبة من الله تعالى وكرامة يختص بها من يشاء من عباده { لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم } ( الحديد /29) لا ريب أن الإسلام منتشر في أطراف الكرة الأرضية بما لم يكن في العصور الأولى واتسعت العلوم وكثرت الفنون وازدهرت المدنية وبسطت أجنحتها على العالم طرا وترقي التعليم وانتشر ، ومع هذا كله لا يقدر أن يقول عاقل بفضل هذه العصور على عصر النبوة ولو قالها أحد لعد من المعتوهين ، كيف لا وقد ورد عنه - عليه الصلاة والسلام - ( خيار أمتي أولها )(1) وعنه ( خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يكون بعدهم قوم يخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون ولا ينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن )(2) وقد ورد عنه - عليه الصلاة والسلام - ( خير أمتي قوم يؤمنون بي ويعملون بأمري ولم يروني ، فأولئك لهم الدرجات العلى إلا من تعمق في الفتنة )(3) ومع ذلك لا منافاة ولا مناقضة ففضيلة الصحبة لايعدلها عمل لمشاهدة سيد العالمين - صلى الله عليه وسلم - ، والصحابة كانوا يبذلون مهجهم في إعلاء كلمة الله ونصرة نبيه - عليه الصلاة والسلام -وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم ولا سيما وقد صرح المولى عز شأنه بمدحهم في كتابه العزيز : { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا } ( الأحزاب/23)

(1) رواه الطبراني في كبيره . (2) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وشمس الدين في الدليل .

(3) رواه الإمام الربيع بن حبيب في المسند الصحيح عن الأئمة أبي عبيدة مسلم عن جابر بن زيد عن ابن عباس (رضي الله عنهم) .

পৃষ্ঠা ১০০