দাকায়া ইলা সাবিল মুমিনিন
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
জনগুলি
إن الأفضلية موهبة من الله تعالى وكرامة يختص بها من يشاء من عباده { لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم } ( الحديد /29) لا ريب أن الإسلام منتشر في أطراف الكرة الأرضية بما لم يكن في العصور الأولى واتسعت العلوم وكثرت الفنون وازدهرت المدنية وبسطت أجنحتها على العالم طرا وترقي التعليم وانتشر ، ومع هذا كله لا يقدر أن يقول عاقل بفضل هذه العصور على عصر النبوة ولو قالها أحد لعد من المعتوهين ، كيف لا وقد ورد عنه - عليه الصلاة والسلام - ( خيار أمتي أولها )(1) وعنه ( خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يكون بعدهم قوم يخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون ولا ينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن )(2) وقد ورد عنه - عليه الصلاة والسلام - ( خير أمتي قوم يؤمنون بي ويعملون بأمري ولم يروني ، فأولئك لهم الدرجات العلى إلا من تعمق في الفتنة )(3) ومع ذلك لا منافاة ولا مناقضة ففضيلة الصحبة لايعدلها عمل لمشاهدة سيد العالمين - صلى الله عليه وسلم - ، والصحابة كانوا يبذلون مهجهم في إعلاء كلمة الله ونصرة نبيه - عليه الصلاة والسلام -وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم ولا سيما وقد صرح المولى عز شأنه بمدحهم في كتابه العزيز : { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا } ( الأحزاب/23)
(1) رواه الطبراني في كبيره . (2) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وشمس الدين في الدليل .
(3) رواه الإمام الربيع بن حبيب في المسند الصحيح عن الأئمة أبي عبيدة مسلم عن جابر بن زيد عن ابن عباس (رضي الله عنهم) .
পৃষ্ঠা ১০০