দাকায়া ইলা সাবিল মুমিনিন
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
জনগুলি
ألا يرى إلى توفر الأدلة على إباحة نعمه سبحانه بدون استثناء وكتابه ينطق بذكرها كل آونة ، والنهي عن الحرمان منها ، وأنت خبير بما ورد في سبب نزول قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين } ( المائدة / 87) وذلك أن جماعة من كبار الصحابة أثرت فيهم خطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشوقتهم إلى نعيم الآخرة فعزموا على هجر التنعم وقطع آلتهم حتى لا يشتهوا النساء ولبس الخشن من الثياب والانقطاع إلى العبادة وإجهاد النفس بها ليل نهار ، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك فقال :(أما أنا فأقوم وأنام وأصوم وأفطر وآتي النساء والطيب ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) وتحريمهم ليس إلا منع نفوسهم عنها وحرمانها منها ، وهذا معنى قول بعض المفسرين في قوله تعالى : ( لاتحرموا ) لا تقولوا حرمنا على أنفسنا مبالغة منكم في العزم على تركها تزهدا منكم وتقشفا . وقد سمى الله تعالى ذلك اعتداء على حدوده فقال : ( ولا تعتدوا ) على حدود الله أو على أنفسكم بحرمانها مما أباحه الله من اللذائذ ، فإن لأنفسكم عليكم حقا ، وقال تعالى : { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين } ( المائدة / 93)
أي استمروا على التقوى وتحروا حسن الأعمال وأفضلها وأحسنوا إلى الناس ، لما اشترط الله تعالى لانتفاء الجناح عمن طعم مستلذات المطاعم حصول التقوى والإيمان فيه مرتين وفي المرة الثالثة حصول التقوى والإحسان اتجه أن يقال ، ما الحكمة في تكرير اشتراط التقوى والإيمان فيه وعطف أحد المكررين على الآخر بثم الدالة على التراخي ولا تراخي بين الشيء وبعضه ، فأجيب بأن التكرير للتاكيد كما في قوله تعالى: { كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون } ( التكاثر / 4،3)
والتحقيق إن التكرير للتأسيس كما جرى عليه قطب الأئمة(1) شيخنا في تفسيره الكبير ( هيميان الزاد إلى دار المعاد ) وكثير من محققي التفسير .
পৃষ্ঠা ৮৩