ليس إلا لأنهم حسدوا الحي ورقوا على العظام الرميم ما أوهى تعليلهم !وما أشنع حجتهم! على أن عدم اشتغال الأسلاف بتلك الفنون لا يدل على بطلانها ومنابذتها للدين كما قدمنا ، بل قد كتب فيها فطاحل من المسلمين كما رأيت وتراه، كالإمام أبي يعقوب والإمام الغزالي وابن رشد والرازي وسعد الدين وأضرابهم ، قاتل الله الحسد والجمود .
بعض الناس يؤدي إلى النقص في أعينهم ، والعالم من حيث هو عالم ينبغي أن يتأهل لأن يكون محترما في عين سائر الطبقات (ليكون لحكمته تأثير ونفوذ إلى القلوب ) ولا يكون ذلك إلا بالإلمام بشيء مما تحتاجه سائر الطبقات ، كيف لا يكون من الأمور اللازمة تعلم مبادىءالهندسه،ولنا غالبا وقفة عند ما ترد في نحو المنطق أمثلة هندسية فلا نفهم المراد منها،بل هجرت دراسة كتب الحكمة ؛لوجود مسائل هندسية وطبعية لا يدركها من لم يكن له إلمام بفنهما، وإذا تعاطى تدريسها فإنما هو كسالك في الدجى أو داخل لجيا لا يدري السباحة .
পৃষ্ঠা ৩৮