দাকায়া ইলা সাবিল মুমিনিন
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
জনগুলি
إن مواهب النفوس ليست متجهة إلى وجهة واحدة بل كل منها تميل إلى عمل وإلى علم غير الذي تميل إليه الأخرى غالبا سنة الله في عباده ؛ ليحصل العمران ويظهر سر الكون ومخباته فتتجلى وحدانية الباري وجلالة وصمدانيته { ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم } ( الأنفال / 42) إذا الواجب على الأمة أن تتوجه إلى مناهل المعارف فتغترف من كل فن بتوزيع الأفراد كل حسب استعداده كما أمر الله تعالى أن تقوم طائفة بحماية الدعوة ونشرها ، وأخرى بتجشم المشاق في اكتساب العلم كما مر، فلينقطع أفراد إلى العلوم الحيوية ، ، وآخرون إلى العلوم الدينية ،وآخرون إلى الصنائع وآخرون إلى علوم الآداب ، مع انفراد كل بما عليه من الواجب العيني ، ليقيم دينه فإنه لا سعادة للمسلم إلا بالدين ، فإن العلوم كلها واجبة إما وجوبا عينيا وهو ما وجب على كل مسلم ، كفروض التوحيد والصلاة والزكاة والصوم والحج وبر الوالدين وصلة الرحم وترك الكبائر من الغيبة والنميمة والخيانة والركون إلى الباطل وأشباه ذلك ، وإما وجوبا كفائيا وهو ما وجب على الأمة ، فإذا قام به البعض ارتفع الوجوب عن المجموع ، كالعلوم الحيوية من الرياضيات والاجتماعيات والشرعيات والصنائع وتوابعها والعلوم الآلية ، أما الجمود أمام المزاحم فاستسلام وهلاك يربأ عنهما كل عاقل ، والزاعمون أن العلوم الحيوية مباينة للدين واصفون له بالنقص وهم لا يشعرون ، وقد وصفه الله بالكمال وتمام النعمة : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } (المائدة /3) وقد علمت أن أكثر الآيات تشير إلى ما في العالم من أنواع الخلق وكافة العلوم المتنوعة حثا لكل نفس أن تفتكر وتعمل بما يلائم إرادتها الخصوصية ومواهبها ، فبذلك تفوز بأمرين عظيمين :- الأول - قوة الإيمان والرسوخ فيه فيقدس الإنسان ربه كلما رأى حكمته تعالى في الخلق ويشكره ، وهذان هما الحكمة في إيجاده في هذه الحياة ، ولم يخرج الإنسان من بطن أمه إلا لهما ،تأمل ذلك في قوله سبحانه : { والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون } ( النحل / 78)
انظر كيف امتن الله علينا بالسمع والأبصار، إذ هما محل العقل والعلم ، وهو القلب المعبر عنه بالفؤاد ، وعلل ذلك بالشكر الذي هو صرف تلك النعم فيما خلقت له .
ثانيا :- الاستفادة المادية من تلك النتائج التي يدركها ويشرف عليها ومعرفة المضر منها فيجتنبه ، وقال بعض الكاتبين : إن من الأسباب في ضعف الأمة الإسلامية أولئك الذين ادعوا العالمية وخطوا لأنفسهم ما تقشعر منه الأبدان ثم ألصقوه بالدين فسرى في الأمة سريان السم ولا يعلمون إلى أي حفرة هم سائرون .اه
ليس شقاء الأمة الإسلامية سببه الفقر فقط كما يقول بعض الكاتبين وإنما هو نتيجة فقدان ثلاثة :
فقدان التمسك بالدين بالمعنى الصحيح .
فقدان العلوم الحيوية
فقدان الرفاهية ، قال - عليه الصلاة والسلام- : ( لابد للناس في آخر الزمان من الدنانير والدراهم يقيم المسلم بها أمر دينه ودنياه) أو كما قال .
بهذه الثلاثة كانت فيما هي عليه من الاستبعاد والتعذيب وضروب الإرهاق .
পৃষ্ঠা ১২৭