الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
نحمدك يا من شرحت صدورنا بنور الإيمان والتوفيق ،أرشدتنا إلى سبيل النجاة من الحيرة والضيق ، وملأت قلوبنا إخلاصا للدين ،فكان أكبر باعث إلى إحيائه بخدمة العلم وإحياء سيرة سيد المرسلين ، رغم كيد الكائدين ومعاكسة الخائنين ، حمدا يكون لنا نورا يسعى بين أيدينا يوم ينكشف الغطاء عن مساوي المفسدين . ونصلي ونسلم على أشرف المخلوقات ، مطهر النفوس من وسن (1) الجمود والغباوة ، سيدنا محمد الذي من تمسك بهديه سعد في الدارين . وآله وصحبه الذين تحملوا كل إذاية وعبء (2) في سبيل تأييد الحق المبين.
وبعد فإن الله عز شأنه، خلق الإنسان في أحسن تقويم ،وكرمه بالعقل ، ولولاه لكان في مستوى البهيمة، فتح له سبيلي السعادتين ، وهداه النجدين ، فمنه من كان بلدا طيبا يخرج نباته بإذن ربه، ومنه من خبث لا يخرج إلا نكدا ، فصيره الله أسفل سافلين بسوء كسبه ، يتيه في هوجل (3) الجهالة بفساد اختياره ، ينقدح الشك في فؤاده لأول وهلة (4) سمع الحق ، ويسعى وراء كل ناعق يصيح بباطل أو بشر أو بضر ، اغتمضت (5) عيون كثير من الناس عن الواجب ، فعدلوا عن المنهج السوي ،وانصرفت قلوبهم عن مراقبة الحق ، ورعاية الصدق . فتراهم يتمثلون في مظهر خلاب (6) وشكل يظنون انه مستطاب ، ويغدون ويروحون في هيئة يخالونها (7) أبهج الصفات، وفي كل ذلك لا يناقشون أنفسهم الحساب،ولا يوجهون إليها أدنى
(1) الوسن الغشيان من نتن ريح البئر يقال وسن وأوسن . (2) ثقل
(2) الأرض التي لم تكن لها أعلام ومعالم .(4) الوهلة أول الشيء (5) صارت عمضه (6) خداع يقال برق خلاب أي لا مطر فيه (7) أحسنها
عتاب فيأتون بضروب(1) من الأعمال لا تتفق مع الحق والصواب بحال من الأحوال ،يخادعون به ذوي البساطة؛لغاية في نفوسهم ، وما يخدعون الا أنفسهم ، وما يشعرون .
পৃষ্ঠা ১