١٩٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عِيسَى الْعُبْرِيُّ، قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ جَدِّي فِي السَّحَرِ يَبْكِي وَيَقُولُ: تُرَجِّحُ بِي لَلأَمَانِي، وَخَلِيلُهُ إِبْرَاهِيمُ، ﵇، يَقُولُ: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ [سورة الشعراء آية ٨٢]، قَالَ: وَيَبْكِي.
مِمَّ يَعْجَبُ رَبُّنَا ﷿؟ ١٩٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْقُرَشِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبُو عُشَانَةَ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: " يَعْجَبُ رَبُّكَ ﷿، مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ شَظْيَةٍ فِي الْجَبَلِ يُؤَذِّنُ بِالصَّلاةِ فَيُصَلِّي. وَيَقُولُ اللَّهُ ﷿، لِمَلائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هُنَا، يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلاةَ يَخَافُ مِنِّي، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ، وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ " (١) . _________ (١) حديث صحيح: أخرجه أبو داود (١٢٠٣)، والنسائي (٢/٢٠)، وأحمد (٤/١٥٨)، وابن حبان (١٢٢٠ - إحسان)، والروياني في " مسنده " (٢٣٢)، والطبراني في " كبيره " (ج ١٧ رقم ٣٠١)، وابن منده في " التوحيد " (٨٠٤)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (١/٤٠٥)، وابن بلبان في " المقاصد السنية " (٣٠٦)، من طرقٍ عن ابن وهب، به. وسنده صحيح. وله طرق أخرى، فقد أخرجه أحمد (٤/١٤٥ - ١٥٧)، وقوام السنة الأصبهاني في " الحجة " برقم (٢٧٠)، من طريقين عن ابن لهيعة، عن أبي عشانة، به. قلت: وقد رواه عن ابن لهيعة: قتيبة بن سعيد، وهو من أصحابه القدماء الذين حدثوا عنه قبل احتراق كتبه، فحديثه عنه صحيح، والحمد لله. قوله: شظية الجبل:؛ أي القطعة من الجبل، مثل: الصخرة. انظر نهاية ابن الأثير (٢/٤٧٦)
مِنْ وَصَايَا رَسُولِ اللَّهِ، ﷺ ١٩٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالا: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ، ﷺ، عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ تَعَالَى بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ "، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: " قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ "، قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: " نَعَمْ، دُعَاةٌ ⦗٧٥⦘ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: " هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: " الْزَمْ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلا إِمَامٌ، فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ وَلَوْ أَنْ تَعُضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ كَذَلِكَ " (١) . _________ (١) إسناده صحيح: أخرجه البخاري (٣٦٠٦ - ٧٠٨٤)، ومسلم (١٨٤٧)، وابن ماجة (٣٩٧٩)، والبزار (٢٩٦٢ - البحر الزخار)، والبيهقي في " سننه " (٨/١٩٠)، وفي " الدلائل " (٦/٤٩٠)، وغيرهم من طرقٍ عن الوليد بن مسلم، به. وله طرق أخرى، ذكرتها في " تقريب البغية بتخريج أحاديث الحلية ". قوله: " دخن "؛ المراد: أن لا تصفو القلوب بعضها لبعض. قوله: " ولو أن تعض.. " أي: اعتزل الناس واصبر على المكاره والمشاق، واخرج منهم إلى البوادي، وكُلْ ما فيها من أصول الشجر، واكتف بها.
مِمَّ يَعْجَبُ رَبُّنَا ﷿؟ ١٩٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْقُرَشِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبُو عُشَانَةَ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ: " يَعْجَبُ رَبُّكَ ﷿، مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ شَظْيَةٍ فِي الْجَبَلِ يُؤَذِّنُ بِالصَّلاةِ فَيُصَلِّي. وَيَقُولُ اللَّهُ ﷿، لِمَلائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هُنَا، يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلاةَ يَخَافُ مِنِّي، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ، وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ " (١) . _________ (١) حديث صحيح: أخرجه أبو داود (١٢٠٣)، والنسائي (٢/٢٠)، وأحمد (٤/١٥٨)، وابن حبان (١٢٢٠ - إحسان)، والروياني في " مسنده " (٢٣٢)، والطبراني في " كبيره " (ج ١٧ رقم ٣٠١)، وابن منده في " التوحيد " (٨٠٤)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (١/٤٠٥)، وابن بلبان في " المقاصد السنية " (٣٠٦)، من طرقٍ عن ابن وهب، به. وسنده صحيح. وله طرق أخرى، فقد أخرجه أحمد (٤/١٤٥ - ١٥٧)، وقوام السنة الأصبهاني في " الحجة " برقم (٢٧٠)، من طريقين عن ابن لهيعة، عن أبي عشانة، به. قلت: وقد رواه عن ابن لهيعة: قتيبة بن سعيد، وهو من أصحابه القدماء الذين حدثوا عنه قبل احتراق كتبه، فحديثه عنه صحيح، والحمد لله. قوله: شظية الجبل:؛ أي القطعة من الجبل، مثل: الصخرة. انظر نهاية ابن الأثير (٢/٤٧٦)
مِنْ وَصَايَا رَسُولِ اللَّهِ، ﷺ ١٩٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالا: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ، ﷺ، عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ تَعَالَى بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ "، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: " قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ "، قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: " نَعَمْ، دُعَاةٌ ⦗٧٥⦘ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: " هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: " الْزَمْ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلا إِمَامٌ، فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ وَلَوْ أَنْ تَعُضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ كَذَلِكَ " (١) . _________ (١) إسناده صحيح: أخرجه البخاري (٣٦٠٦ - ٧٠٨٤)، ومسلم (١٨٤٧)، وابن ماجة (٣٩٧٩)، والبزار (٢٩٦٢ - البحر الزخار)، والبيهقي في " سننه " (٨/١٩٠)، وفي " الدلائل " (٦/٤٩٠)، وغيرهم من طرقٍ عن الوليد بن مسلم، به. وله طرق أخرى، ذكرتها في " تقريب البغية بتخريج أحاديث الحلية ". قوله: " دخن "؛ المراد: أن لا تصفو القلوب بعضها لبعض. قوله: " ولو أن تعض.. " أي: اعتزل الناس واصبر على المكاره والمشاق، واخرج منهم إلى البوادي، وكُلْ ما فيها من أصول الشجر، واكتف بها.
1 / 74