============================================================
الفن الخامس: من كتماب عيون المسائل والجوابات يجوز ولا يتوهم غير ذلك؛ لأن لها طريقين هما: موقع الطائرين، وإذا كانت هذه المسافة متناهية، ثم حسبنا ذرعانها علمنا أنهما طارا مدى أيام عددها عدد تلك الذرعان، وهذا يوجب أن لطيرانهما أولا وأولا، فقد يكون يجب أن يكون لهذه المسافة نهاية، وألا يوجد لها طرفان، أو يكون ذرعانها لا نهاية لها، وهذا محال لا يصلح بل يدرك فساده بالحسن.
دليل على تناهي العالم: قال الموحدون: ومقا يدل [على] حدوث العالم تناهيه؛ لأن كل متناه قديتوهم مثله على ما قلنا، وما يتوهم مثله في المقدار فهو متناه؛ لنقصانه عن مثله.
قالوا: ومما يدل على أنه متناه: أنه لو لم يكن كذلك لجاز أن نجد مقبلا الينالم يزك/ يقطع العالم، ولوجاز ذلك لجاز أن يرجع يقطع ما قطع، ولوفعل (1/127) لكان ما قطعه متناهيا لا محالة، ومحال أن يكون ما لا يتناهى متناهيا؛ فصح بذلك أنه محال قول القائل: إن القاطع لم يزلك يقطع العالم، وإذا استحال ذلك فإنما استحال لأن العالم متناه، ولو كان غير متناه لجاز أن يكون لم يزل يقطع، وأن لا يزال يقطغ.
دليل آخر: قال: وممايدل على تناهيه: أن رجلين لو تقدم أحدهما صاحبه مقدار فرسخ، ثم أخذا يقطعان لكان ما يحتاج أحذهما إلى أن يقطعه من المسافات والفراسخ الموجودة أقل مما بقي على الآخر بمقدار فرسخ لاشك، وإلا فكأنهما اذا وجدالم يتقدم أحذهما صاحبة بشيء، والمشاهدة تقضي بخلاف ذلك.
পৃষ্ঠা ৫৯১