فإن صادف محلا قابلا، وسامعا عاقلا، وحمالا لشهوته، ومكملا للذته، وسببا
لوضع ذريته، تكملت له المفرحات، واجتمعت عنده الخيرات، ودك ثديه لرؤية طالبه
وكثر لبن ضرعه لجودة حالبه
فلا يكاد الحكيم الرباني إذا خلا يجد من النور ما يجد في الملأ بل يرجع إلى
أوصاف نفسه ، ويعاد إلى عوام حسه ، فتراه يستدعي الحكمة من قلبه ليعلمها ،
ويشهدها ويفهمها وهي عليه تتعذر ، كما أن الذكر إذا أراد أن يلتذ بالجماع ويكون له
ولد من غير أنثى لا ييصور
فلذلك : انجروا - بالاضطرار - إلى مجالسة المخلوقين ، والرجوع إلى الآثار ، لأن
للحضرة عبيدا ، وللنيابة والخلافة آخرين ، فهم يشتاقون إلى لذات المحاضرات،
ويدفعون إلى سياسة المخلوقات، جعل نعيمهم في بسط الأنوار بين ظواهر الآثار.
অজানা পৃষ্ঠা