العرفان، واختفاء أقمار العالم الكوني الباقي ونجومه، وانطفاء مصابيح ما هو فان، ونقل
الأسرار من مقام الإسلام بعد وضعها فيه عقولها وأشباحها، ثم من مقام الإيمان بعد
وضعها فيه قلوبها وأرواحها إلى تحقيق مقام الإحسان، وما لا تتهي إليه العبارات، ولا
يرتقي إلى شيء منه خفي الإشارات، بل كما قيل
وكان ما كان بما لست أذكره
فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر
ونوره: من مدد الوصف الأعلى، ولا غاية لأمد سفرته، ولا موقف لسائر همته
ولا حد لعلو حالته، بل كلما ذاق اشتاق، وكلما اشتاق اتسع له سبيل المذاق، كلما روي
ازداد عطشا، وكلمما عطش ازداد سقيا، وعطشه سبب سقياه، وسقياه موجب عطشه،
قال ذلك العارف في جواب من قال له : ها هنا رجل شرب شربة لم يظمأ بعدها أبدا :
عجبت من ضعف حالك، ها هنا رجل تحسي بحار الأكوان وهو فاغر يقول هل من
অজানা পৃষ্ঠা