بقائهما ، حتى يأتي الفناء عليهما جملة ، فيذهب منهما العلوي والسفلي والجزئي والكلي
قضاء لحق توحيد إلهيته، وقياما بحق ربوبيته.
وأما العالم الغيبي والدار الآخرة: فسكان كل قائمون بتوحيده، متوجهون إلى
تعظيمه و تمجيده، وهم بعظيم إلهيته قائمون، وبذكره مشتغلون، (يسبحون اليل والنهار
لا يفترون) عن ذكره ولا يستكبرون، ولا يسأمون من ذلك ولا
يستسخرون، وقواهم بأنوار عنديته، وأيدهم بشهود جمال حضرته، قال تعالى: ( فإن
استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون).
ولذلك: جعل دارهم دار البقاء، وقدس عزائمهم العلية عن نيل حكم سلطان
الفناء، فافهم ههنا عند ذكر العالمين والإنباء عن الوصفين ما نسب إلى أهل الدارين
قال تعالى: ( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو
অজানা পৃষ্ঠা