فمن جاء بها فهو أهل لوجود سوابق الإحسان، وكأنه يقول: من جاءك بأمارة الإيمان
فأعطه من ذخائر العرفان.
قال رضي الله عنه : قدس الله الأسرار المجردة والعلوم العلية عن أن تمكث زمنا ما في الزمن
الفاني، فإذا لاحت الغيوب للأسرار وتنزلت العلوم إليها، فلا مكث لأحدهما فيما
وصل إليه بعد حصول الفوائد في ذلك، ورجع كل إلى محله.
وقال رضي الله عنه : المشهد العلوي يمكن إدراكه مع بقاء وجود الشاهد، والمشهد الغيبي
إنما يدرك مع فناء الشاهد، فإن كان المدرك الغيبي من أصول الشاهد ومن كليات
جزئياته، فهو الذي يفنى وجوده عند شهوده، وإن كان أجنبيا عن ذلك فلا طريق له إلى
شهوده غيبا، بل يمكن أن يشهده علما أو مثالا، وما شهد من الغيبيات من غير فناء
شاهدها فذاك بطريق المثل والأشكال.
অজানা পৃষ্ঠা