উসমান ইবনে আফফান: খেলাফত ও রাজত্বের মাঝে
عثمان بن عفان: بين الخلافة والملك
জনগুলি
وانتهى قيام الإمبراطورية في عهد عمر بمقتله. فقد ائتمر بحياته فارسيان، ونصراني من نصارى الحيرة. أما الفارسيان فهما الهرمزان، وأبو لؤلؤة فيروز غلام المغيرة. وأما النصراني الحيري فجفينة . وكان الهرمزان من قواد الفرس الذين شهدوا الغزوة الكبرى بالقادسية وانهزموا فيها. وقد فر بعدها إلى الأهواز وجعل يغير منها على قوات المسلمين التي تجاورها في العراق العربي. وظل دأبه حتى أمر عمر جنوده بالانسياح في بلاد فارس، فحاصر المسلمون الهرمزان «بتستر» وجاءوا به أسيرا إلى المدينة، وهناك دار بينه وبين عمر حوار أيقن الأمير الفارسي معه أن لا نجاة له من القتل إلا أن يسلم، فأسلم فأنزله عمر المدينة وفرض له ألفي دينار كل عام.
وكان فيروز فارسيا قاتل المسلمين في غزوة نهاوند، فأسر ثم وقع في ملك المغيرة بن شعبة. وكان نقاشا نجارا حدادا. ولعل النصل الذي طعن به عمر كان من صنع يده، وعمله في جند فارس هو الذي دعا المؤتمرين فاختاروه لتنفيذ مؤامرتهم.
أما جفينة فكان من نصارى الحيرة، وكان ظئرا لسعد بن مالك أقدمه إلى المدينة للملح الذي كان بينه وبينهم؛
1
لذلك غضب سعد حين قتله عبيد الله بن عمر بعد مقتل أبيه وكاد يقوم بينهما ما لا تحمد عواقبه.
لهذه المؤامرة دلالة أيدتها الحوادث من بعد. ودلالتها أن بعض الأمم التي فتحها المسلمون في عهد عمر لم تكن راضية عن المصير الذي انتهت إليه، وأن نفوس بعض أهلها كانت ثائرة به. والدلالة أكثر وضوحا؛ لأن هؤلاء الذين ائتمروا بعمر فقتلوه كانوا موضع حمايته بالمدينة، وكان رأسهم الهرمزان موضع الرضا من عمر عنه والعطف عليه، حتى كان يستشيره ويجعل له بالمدينة مثل مكانه بين قومه. أما وقد ائتمر مع ذلك بعمر فأحرى بغيره من الفرس المقيمين في وطنهم يحكمهم العرب فيه أن تتأجج الثورة في صدورهم، وإن بقيت مكبوتة بقوة السلطان الأجنبي المتسلط على البلاد.
وقد كشف مقتل عمر في بلاد العرب نفسها عن ظاهرة لم تكن لتوجد، لولا قيام الدولة العربية الإسلامية؛ فمنذ طعن أبو لؤلؤة عمر تولى المسلمين الفزع إشفاقا على مصيرهم، وجعلوا يفكرون فيمن يخلفه إذا قضى الله فيه بقضائه. وتحدث قوم إلى عمر في هذا الأمر وطلبوا منه أن يستخلف. وتردد عمر بادئ الأمر وقال: «إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني.» لكنه خشي بعد إعمال الفكر أن يضطرب الأمر إذا تركه رسلا. فقد اشترك العرب جميعا في محاربة الفرس والروم وأصبح لكل قبيلة أن تزعم لنفسها ما للمهاجرين والأنصار من حق الاشتراك في اختيار الخليفة، وقد يذهب بعضها إلى ادعاء الحق في ترشيح زعيمها لمقام الخلافة. وفي هذا الادعاء من الخطر على الإمبراطورية الناشئة ما لم يفت عمر؛ لذلك لم يلبث أن جعل الخلافة من بعده شورى في ستة يختارون أحدهم لها. وهؤلاء الستة هم: «عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص».
فلما عينهم بأسمائهم قال: «لا أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وهو عنهم راض، فأيهم استخلف فهو الخليفة من بعدي.»
অজানা পৃষ্ঠা