ومن قوله : يا سمكة إلى كما كنت بإذن الله من الطريقين عادت إلى طريق أبي إسحاق فقالوا: يا روح كن أول من ياكل منها، ثم نأكل نحن فقال عيسى عليه السلام: معاذ الله أن آكل منها ولكن يأكل منها من شالها فخافوا أن يأكلوا منها فدعا عيسى عليه السلام أهل الفاقة والمرضى وأهل البرص والخدام والمقعدين والمبتيلن فقال: كلوا من رزق الله ولكم المهنأ ولغيركم البلاء، فأكلوا منها وصدت عنها ألف وثلاث مائة رجل وامرأة يقرون من أبرص ومبتلين [.......] نظر عيسى عليه السلام إلى السمكة فإذا هي كأنها حين نزلت من السماء وطارت صعودا ومما ينظون إليها حتى توارت عنهم فلم يأكل يومئذ منهم زمن الأصح ولا مريض إلا ابترأ ولا مبتلي إلا عوفي ولا فقير إلا استغى ولم يزل غني حتى مات وندم من ال حواريين من لم يأكل.
[فصل]:
اختلف في نزولها هل نزلت مرة أو مرات فقيل: أنزلت مرة واحدة وقيل: كانت تنزل بكرة وعشيا وقيل: نزلت أربعين صباحا فسارت تنزل ضحا فلا تزال منصوبة تؤكل حتى إذا فاء الضل طارت وصعدت وهم ينظرون في ظلها حتى توارت عنهم [.........بياض ص40] وكانت تنزل غبا يوما ويوما لا تنزل وقد شك [.......] في نزولها وقالوا: أترون المائدة حقا تنزل من السماء فقال لهم عيسى عليه السلام قلتم: تنسوا عذاب الله تعالى فمسح منهم ثلاث مائة وثلاثة وثلاثون رجلا باتوا من العلم على فرشهم مع نسائهم في ديارهم وأصبحوا خنازير يرعوا في الرطقات والكناسات ويأكلون العذرة والجشوش فلما رأى الناس ذلك فزعوا إلى عيسى عليه السلام وبكى على الممسوخين أهلهم فلما أبصر الخنازير عيسى عليه السلام بكت وجعلت تطوف بعيسى عليه السلام وجعل عيسى يدعوهم بأسمائهم واحدا واحدا فيبكون ويشيرون برؤسهم ولا يقدرون على الكلام فعاشوا ثلاثة أيام وهلكوا.
পৃষ্ঠা ৬১