قال أن ابن عباس، وزيد بن ثابت رويا أن النبي صلى الله عليه وآله قال: ((الحج والعمرة فريضتان)) وذلك أن خبر أمير المؤمنين عليه السلام، وهو الذي روى ما قدمناه أولا بالاتباع، وقوله أحق بالقبول.
يؤيده وضوحا ما رويناه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ((الحج جهاد والعمرة تطوع))، والتطوع هو الذي يتقرب به إلى المتطوع إليه، ولا يكون حتما.
فإن الله شاكر: الشاكر عرفا الاعتراف بنعمة المنعم مع ضرب من التعظيم، أخرج الله تعالى ذاته مخرج الذي يشكر لمن فعل خير النفس الفاعل بأن امتثل لما أمر به ليبق لفاعل الخير بالوفاء بما وعد به، إذ الشاكر القادر على المجازاة، يجازي قطعا، عليم بالنيات، وإن قصد هؤلءا الذين حجوا بيته المكرم واعتمروا إليه الطاعة له والامتثال لما أمرهم به.
قال هبة الله أبو القاسم: هذه الآية منسوخة وهو قول جماعة، والناسخ: {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه} ولا أرى لذلك وجها، إذ حقيقة النسخ قد تقدمت، ومن حق النسخ التنافي بين الناسخ والمنسوخ، وهاتان الآيتان غير متنافيتين، إذ هذه الآية نزلت في عبد الله بن سلام حين دعى ابني أخيه سلمة ومهاجرا إلى الإسلام، وقال: لقد علمتم أن صفته في التوراة، فأجاب سلمة ودخل في الإسلام، وكره مهاجر الدخول فيه، فنزلت الآية.
وقيل: بل نزلت في اليهود والنصارى فلا تنافي بين الآيتين.
الآية الثامنة:
قوله عز وجل: {الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}.
الكتمان: الإخفاء، يقال: كتمت الشيء كتما وكتمانا، وسحاب يكتم لا رعد فيه.
اللعن: الطرد، قال النابغة :
وما قد وردت الطل أروى
عليه الطير كالورق اللجين
فبت كأنني خرج لعين
পৃষ্ঠা ৮৮