رجالا : جمع رجل يقال رجل : الرجل فهو راجل ويصح راجلي كعجال وقد قرأ بضم الراء مع شئ الواسع بين الجبلين والجمع فجاج العمق: قعر الفج وقرأ ابن مسعود : معيق وهو يعني عميق يقال : بئر بعيدة العمق والعمق أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله [وسلم] أن يؤذن الناس بالحج أي يعلمهم أن الواجب عليهم الحج ومن ذلك المأمور قبل النبي إبراهيم صلى الله عليه أن يؤذن بالحج فعلا جبل أبي قبيس وأذن وقيل : أذن في المقام وكان سماعمن في المشرق والمغرب معجزة له عليه السلام وقيل : أنه محمد صلى الله عليه وآله [وسلم] والمأمور بأن يعلمهم في حجة الوداع وهو القوي عندي لأن في الآية علم ما هو شرع لنبينا صلى الله عليه وآله [وسلم] وما كان صلى الله عليه وآله [وسلم] مأمور بشريعة أحد من الأنبياء صلى الله عليهم أمر الله تعالى عبيده أن يأتون وإن كان الأمر للنبي صلى الله عليه وآله [وسلم ] فهو يستضمي الأمر لأمته والضامر البعير المهزول لكثر ة السير .
قال ابن درير :
يرعفن بالأمشاح من حزب البئر ......حوض كأشباح الجنا ء يضمر ...
وجميع لما أتى بكل وكأنه تعالى أراد [....] فامرهم أن ياتوا لا يستبعدون مكانا ولا يسعرون نفاقا بل يأتون من الجهات النائية من أعالي الجبال وبطون الأودية .
روى أبو إسحاق عن أبي القاسم يسر بن محمد: أنه رأى في الطواف كهلا فرأى جهدته العبادة واصفر لونه وبيده عصا يطرف معتمدا عليه فتقدمت إليه وجعلت أسأله فقال لي: من أين أنت؟ فقلت: من خراسان قال: مان أي ناحية من نواحي خراسان؟ قلت:من جهة الشرق فقال: كم تقطعون هذه الطريق ؟ قلت: شهرين وثلاثة . قال: أفلا تحجون في كل عام وأنتم من جيران هذا البيت فقلت كم بينكم وبين هذا البيت ؟ فقال : مسيرة خمس سنين .خرجت من بلدي ولم يكن في رأسي ولا شئ شيب فقلت : والله هذا الجهد البين والطاعة الجميلة والمحبة الصادقة فضحك في وجهي وأنشأ يقول :
পৃষ্ঠা ১৩২