أحمد بن محمد الناصر الكبير الأطروش بن علي بن الحسن بن علي الأصغر بن عمر الأشرف بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) وتولى النقابة وإمارة الحاج وديوان المظالم ثلاثين سنة وأشهرا، وكانت ولادته سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وتوفي خامس عشر ربيع الأول سنة ست وثلاثين وأربعمائة عن أربع وثمانين سنة ودفن في داره ثم نقل الى كربلاء فدفن عند أبيه وأخيه، وقبورهم ظاهرة مشهورة؛ وله مصنفات كثيرة في الفقه والكلام والأدب ومن أشهرها كتاب «درر القلائد وغرر الفوائد» (1) وهو يدل على فضل عظيم وقوة ذهن وقدرة تصرف وكثرة نقل وغزارة اطلاع، وله شعر فائق قد دون (2) فمنه قوله في الغزل:
يا خليلي من ذؤابة بكر
في التصابي رياضة الأخلاق
عللاني بذكرهم تسعداني
واسقياني دمعي بكأس دهاق
وخذا النوم من عيوني فاني
قد خلعت الكرى على العشاق
فيقال إن بعض الظرفاء لما سمع هذا البيت قال: تكرم سيدنا الشريف خلع ما لا يملك على من لا يقبل.
وكان المرتضى يبخل ولما ترك مالا كثيرا. ورأيت في بعض التواريخ: ان خزانته اشتملت على ثمانين ألف مجلد. ولم أسمع بمثل هذا إلا ما يحكى عن الصاحب اسماعيل بن عباد، كتب الى فخر الدولة بن بويه وكان قد استدعاه للوزارة فتعذر بأعذار منها أن قال:
اني رجل طويل الذيل وإن كتبي تحتاج الى سبعمائة بعير، حكى الشيخ الرافعي: انها كانت مائة ألف وأربعة عشر ألفا. وقد أناف القاضي الفاضل عبد الرحمان الشيباني على جميع من جمع كتبا فاشتملت خزائنه على مائة ألف وأربعين ألفا مجلدا، وكان المستنصر قد أودع خزانته في المستنصرية ثمانين ألف مجلدا على ما قيل، والظاهر انه لم يبق الآن منها شيء
পৃষ্ঠা ১৮৭