أظليم إن مصابكم رجلًا ... أهدى السلام تحيةً ظلم
فقال لها الواثق: رجلٌ؛ فقالت: لا أقوله إلا كما علمت؛ فقال للفتح: كيف هو يا فتح؟ قال: هو خبر «إن» كما قال أمير المؤمنين؛ فقالت الجارية: علمني أعلم الناس بالعربية المازني، كان يعرب شعر غنائي؛ فأمر أمير المؤمنين بإشخاصه، فأشخص. قال أحمد بن يحيى: فلقيني يعقوب بن السكيت، فسألني، فأجبته: بالنصب؛ قال: فأين خبر «إن»؟ قلت: «ظلم»، ثم أتى المازني، فأجاب بمقالة الجارية.
٧٦- قال أبو جعفر: وجدت في هذا الخبر زيادةً من رواية البصريين عن المازني، وهي أن المازني قال: قلت لابن قادمٍ ولابن سعدان لما كابراني: كيف تقول نفقتك دينارًا أصلح من درهمٍ؟ فقال: دينارٌ؛ فرفع، قلت: كيف تقول: ضربك زيدًا خيرٌ لك؟ فنصب؛ فقلت: فرق بينهما، فانقطع، وكان ذلك عند الواثق، وحضر ابن السكيت، فقال لي الواثق: هات مسألةً! فقلت ليعقوب: ﴿فأرسل معنا أخانا نكتل﴾ ما وزنه من الفعل؟ فقال: نفعل. فقال له الواثق: غلطت؛ ثم قال لي: فسره يا مازني! فقلت: نكتل تقديره نفتعل، نكتيل، فانقلبت الياء ألفًا لفتحة ما قبلها، فصار لفظها نكتال، فأسكنت اللام للجزم، لأنه جواب الأمر، فحذفت الألف لالتقاء
1 / 52