56 ... فلم يزل ساهرا حتى أصبح فقال يا رسول الله: إني أخشى أن أكون قد ظلمت نفسي إني فوق رأس النبي صلى الله عليه وسلم فينزل التراب من وطئ أقدامنا وإني أطلب لنفسي أن نكون تحتك؛ فقال صلى الله عليه وسلم السفل أرفق بنا وبمن يغشانا فلم يزل أبو أيوب يتضرع إليه، حتى انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العلةو فابتاع المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ذلك البيت من أبي أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري بألف دينار فتصدق به.
وقد بني ولم يتغير سقفه وقد بني هذا البيت التبع الأول للنبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يوم نزل المدينة في بيته كما كما مر في ذكر الأنصار أول من أسس هذا البيت وقال ياقوت لما قدم رسول اله صلى الله عليه وسلم مهاجرا إلى المدينة أقطع الناس الدور والرباع فخط لبني زهرة في ناحية مؤخر المسجد ولعبد الرحمن بن عوف الحش المعروف به، وجعل لعبد الله وعتبة ابني مسعود الهذليين الخطة المشهورة بهم عند المسجد، واقتطع للزبير بن العوام بقيعا واسعا وجعل لطلحة بن عبد الله موضع دوره ولأبي بكر الصيدق موضع داره عند المسجد واقتطع لكل واحد من عثمان بن عفان وخالد بن الوليد، والمقداد، وعبيد والطفيل وغيرهم مواضع دورهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع لأصحابه هذه القطائع فما كان من عفا من الأرض فانه أقطعهم اياه، وما كان من المسكونة العامرة فإن الأنصار وهبوه له.
وكأن يقطع من ذلك ما شاء وكان اول من وهب له حظه ومنازله حارثة بن النعمان فوهب ذلك واقطعه وفي شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم لما بركت الناقة على باب أبي أيوب خرج جوار من بني النجار يضربن بالدفوف ويقلن:
نحن جوار من بني النجار ... يا حبذا محمد من جار
فقال النبي صلى الله عليه وسلم (اتحببنني) قلن (نعم) فقال رسول الله ...
পৃষ্ঠা ৫৬