54 ...
الملقب بالفاسق. والد حنظلة الغسيل.
عن عائشة رضي الله عنها يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في دخولهم في الإسلام وقال أهل السير إن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وسيد أهلها ابن أبي.
لم يجتمع الأوس والخزرج قبله على رجل واحد من اهل الفريقين غيره، ومعه من الأوس رجل شريف مطاع وهو أبو عامرالفاسق، وكان قد ترهب، وليس المسوح، وزعم أمه بنتظر خروج النبي صلى الله عليه وسلم فشقيا بشرفهما.
قال الزبير: أقامت الأوس والخزرج واتخذوا الآطام والأموال وكلمتهم واحدة، وأمرهم جميع ثم دخلت بينهم حروب عظام، وكانت لهم أيام ومواطن فلم تزل تلك الحروب بينهم حتى بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم فأكرمهم الله تعالى باتباعه، وكان يعرض نفسه على القبائل في مواسم العرب فيأبونه، ويقولون قوم الرجل أعلم به، حتى سمع بنفر من الأوس، قدموا من يثرب من المنافرة التي كانت بينهم، فأتاهم في رحالهم فقالوا: من أنت؟ فانتسب اليهم وأخبرهم خبره وقرأ عليهم القرآن، وذكر لهم حاله، وسألم أن يؤوه ويمنعوه حتى يبلغ رسالات ربه فنظر بعضهم لبعض، وقالوا: والله هذا صادق وإنه النبي الذي يذكره اهل الكتاب، ويستفتحون به عليكم فاغتنموه، وآمنوا به، فقالوا: أنت رسول الله قد عرفناك، وآمنا بك، وصدقناك، فمرنا بأمر، فإنا لن نعصيك، فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يختلف اليهم ويزدادون فيه بصيرة، ثم امرهم النبي ان يدعوا قومهم إلى دينهم فسألوه أن يرتحل معهم، فقال حتى يأذن لي ربي فلحقوا بأهاليهم بالمدينة ثم شخصوا اليه في الموسم، وكان فيه من أمر العقبة ما كان، ولم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وخرجت اليهم ناس من المهاجرين، ثم شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الإذن من الله تعالى ومعه أبو بكر رضي الله تعالى عنه، وعامر بن فهيرة وابن أريقظ أخو بني عبد بن عدي بن الدليل، وهو دليلهم، وهو مشرك فأجاز بهم في أسفل ...
পৃষ্ঠা ৫৪