ثم قال: يا عبد الله! قم فصل بنا وخفف.
فقمت فصليت بالجماعة، وصلى معنا جالسًا، فلما انصرف الناس جئت فجلست عند رأسه وقد استقبل القبلة، فقال لي: اقرأ عند رأسي سورة يس، فقرأتها، فجعل يدعو الله، وأنا أؤمِّن.
فقلت: هاهنا دواء قد عملناه تشربه.
فقال: يا بني! ما بقي إلا الموت.
فقلت: ما تشتهي شيثًا؟
قال: أشتهي النظر إلى وجه الله تعالى.
فقلت: ما أنت عني راضٍ؟
قال: بلى. والله أنا عنك راضٍ وعن إخوتك، وقد أجزت لك ولإخوتك ولابن أختك إبراهيم.
وأوصاني أبي عند موته، قال: لا تضيعوا هذا العلم الذي تعبنا عليه.
يعني: علم الحديث.
فقلت: ما توصي بشيء؟
قال: ما لي على أحد شيء، ولا لأحد عليّ شيء.
قلت: توصيني بوصية؟
قال: يا بني! أوصيك بتقوى الله، والمحافظة على طاعته.
فجاء جماعة يعودونه، فسلموا عليه، فرد عليهم، وجعلوا يتحدثون ففتح عينيه، وقال: ما هذا الحديث؟! اذكروا الله تعالى. قولوا: لا إله إلا الله. فقالوها، ثم قاموا، فجعل يذكر الله، ويحرك شفتيه بذكره، ويشير بعينيه،
المقدمة / 30