============================================================
أي: المشيب، كما ذكر بعض المفسرين(1).
واختلف العلماء في مقدار التعمير، فقيل: سبعون سنة، وقيل: ستون، وقيل: أربعون. وعبر الناظم ههنا بصيغة المبالغة كما في قوله تعالى: وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلأ ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم (2) لأن النفس كما قال بعض العلماء مستمدة صفاتها من البهائم والوحوش والحشرات، والشياطين، فاستمدت الجهل من الثور، والشر من الخنزير، والحرص من النمل، والوقوع على النجاسة من (1) روى الإمام القرطبي بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: وجاءكم النذير}، قال: هو الشيب؛ فإنه يأتي في سن الاكتهال، فهو علامة لمفارقة سن الصبا.
ال وجعل الستين غاية الإعذار لأن الستين قريب من معترك العباد، وهو سن الإنابة والخشوع والاستسلام لله، وترقب المنية ولقاء الله؛ ففيه إعذار بعد إعذار. الأول بالنبي عليه السلام، والثاني بالشيب؛ وذلك عند كمال الأربعين؛ قال الله تعالى : وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك) [الأحقاف : 15] . فذكر عز وجل أن من بلغ أربعين فقد آن له أن يعلم مقدار نعم الله عليه وعلى والديه ويشكرها. قال مالك : أدركت أهل العلم ببلدنا، وهم يطلبون الدنيا ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة؛ فاذا أتت عليهم اعتزلوا الناس. انظر: الجامع لأحكام القرآن، للإمام القرطبي - الجزء لا سورة الأعراف. الآية: 1420 وقد ترجم الامام البخاري في صحيحه: " باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر لقوله عز وجل ( أولم نعمركم ما يتذكر قيه من تذكر وجاء كم النذير) يعني الشيب،.
(2) سورة يوسف - الآية 53.
145
পৃষ্ঠা ৩৪