165

"كأن النور يخرج من وجهه، ضعف بصره من كثرة الكتابة والبكاء".

وقال الزمخشري واصفا تلذذ العلماء بإيقاظ ليلهم، وطول سهرهم:

سهري لتنقيح العلوم ألذ لي ... من وصل غانية وطيب عناق

وتمايلي طربا لحل عويصة ... أشهى وأحلى من مدامة ساقي

وصرير أقلامي على أوراقها ... أحلى من الدوكاه (¬1) والعشاق

وألذ من نقر الفتاة لدفها ... نقري لألقي الرمل عن أوراقي

أأبيت سهران الدجى وتبيته ... نوما وتبغي بعد ذاك لحاقي؟!

وقال النووي -رحمه الله- حاكيا عن أوائل طلبه للعلم: "وبقيت سنتين لم أضع جنبي إلى الأرض"، وحكى البدر بن جماعة أنه سأله -رحمه الله- عن نومه؛ فقال: "إذا غلبني النوم استندت إلى الكتب لحظة وأنتبه" وقال البدر: "وكنت إذا أتيته أزوره يضع بعض الكتب على بعض ليوسع لي مكانا أجلس فيه".

পৃষ্ঠা ১৬৮