السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة، ومن أمر الهوى على نفسه نطق بالبدعة، قلت: وهو أن يأتي بأمر لا وجه له ولا دليل من صاحب الشريعة، كان خيرا أو غيره (١) قال الله تعالى: ﴿وإن تطيعوه تهتدوا﴾ (٢).
وقال أبو العباس بن عطاء الله (٣) (ض): من ألزم نفسه آداب السنة نور الله قلبه بنور المعرفة، ولا مقام أشرف من متابعة الحبيب (ص) في أوامره وأفعاله وأقواله وأخلاقه.
وقال أبو حمزة البغدادي (٤) (ض) من علم طريق الحق سهل عليه سلوكه، ولا دليل على الطريق إلى الله تعالى إلا متابعة الرسول (ص) في أقواله وأفعاله وأحواله.
وقال أبو القاسم النصراباذي (٥) (ض): (أصل الخوف ملازمة الكتاب والسنة، وترك الأهواء والبدع، وتعظيم حرمات المشايخ، ورؤية أعذار الخلائق، والمداومة على الأوراد، وترك الرخص والتأويلات.
قلت: هذه هي الأصول التي من ضيعها حرم الوصول، وأكثر أهل الزمان على ذلك، إلا من عصم الله ﷾، وقليل ما هم، وقد
_________
= المؤذن، ثم قال لخادمه: اذهب إلى السوق، وانظر ماذا تسمع، وهو في مناجاته يقول: وحقك لا أقمت ما لم تفرج عن المكروبين، (أي: لا أقمت الصلاة)، قال:
فأتى خادمه يقول: وكفى الله المؤمنين القتال، شق بطن أحمد بن عبد الله، فأخذ عبد الله في الإقامة. قال الذهبي: بمثل هذا يعظم مشايخ الوقت. وقوله الذي استشهد به المؤلف ذكره الذهبي في ترجمته. انظر سير أعلام النبلاء ١٤/ ٦.
(١) زيادة من خ.
(٢) النور ٥٤.
(٣) هكذا ورد بالأصول، والصواب: ابن عطاء الأدمي، اسمه أحمد بن محمد بن سهل من علماء مشايخ الصوفية، وما نقله عنه زروق هو عن ترجمته في طبقات الصوفية، توفي ٣٠٩. طبقات الصوفية ص ٢٦٥.
(٤) اسمه محمد بن إبراهيم، صوفي عالم بالقراءات، توفي ٢٨٩ هـ طبقات الصوفية ص ٢٩٥.
(٥) هو إبراهيم بن محمد، شيخ خراسان في وقته، توفي ٣٦٧. طبقات الصوفية ص ٤٨٤.
1 / 34