ثم تذكر ما قاله علي بن الحسين زين العابدين (ع) في مناجاته، وتفكر فيما تضمنته من بسط الرجا: (الهي وعزتك وجلالك لو قرنتني في الأصفاد (1) ومنعتني سيبك (2) من بين الاشهاد ودللت على فضائحي عيون العباد وأمرت بي إلى النار وحلت حلت بيني وبين الأبرار ما قطعت رجائي منك ولا صرفت تأميلي للعفو عنك ولا خرج حبك عن قلبي انا لا انسى أياديك عندي وسترك على في دار الدنيا وحسن صنيعك إلى).
وتبسط بهذا وأمثاله (3) رجاك لئلا يميل به جانب الخوف فيؤدى إلى القنوط، (ولا يقنط من رحمة ربه الا الضالون)، ولا يميل به جانب الرجا فتبلغ الغرور والحمق.
قال رسول الله (ص): الكيس (4) دان (5) نفسه وعمل لما بعد الموت، والأحمق والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله المغفرة.
وعنهم عليهم السلام إنما المؤمن كالطائر وله جناحان الرجا والخوف.
وقال لقمان لابنه نامان (ما ثان): يا بنى لو شق جوف المؤمن لوجد على قلبه سطران من نور لو وزنا لم يرجع أحدهما على الاخر مثقال حبة من خردل أحدهما الرجا والاخر الخوف.
نعم في حالة المرض خصوصا مرض الموت ينبغي ان يزيد الرجا على الخوف ورد بذلك الأثر عنهم عليهم السلام.
مناجاة لدفع الفقر والشدائد:
يامن يرى ما في الضمير ويسمع * أنت المعد لكل ما يتوقع
পৃষ্ঠা ২৮