الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ١
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ١
জনগুলি
لفظ العقل في لغة المسلمين واليونان
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وسبب غلطهم: أن العقل في لغة المسلمين ليس هو لفظ العقل في لغة هؤلاء اليونان، فإن العقل في لغة المسلمين مصدر عقل يعقل عقلًا كما في القرآن: ﴿وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [الملك:١٠]، ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [الرعد:٤]، ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا﴾ [الحج:٤٦] ويراد بالعقل: الغريزة التي جعلها الله تعالى في الإنسان يعقل بها، وأما أولئك فالعقل عندهم جوهر قائم بنفسه كالعاقل وليس هذا مطابقًا للغة الرسل والقرآن، وعالم الخلق عندهم -كما يذكره أبو حامد - عالم الأجسام العقل والنفوس، فيسميها عالم الأمر، وقد يسمي العقول: عالم الجبروت، والنفوس: عالم الملكوت، والأجسام: عالم الملك، ويظن من لم يعرف لغة الرسل ولم يعرف معاني الكتاب والسنة أن ما في الكتاب والسنة من ذكر الملك والملكوت والجبروت موافق لهذا وليس الأمر كذلك].
يعني: أن العقل الجوهر، لكن هذا العقل الفعال، فهو ليس جسمًا، لكنه شيء له أعراض، وأبو حامد الغزالي عندما يتكلم في تهذيب النفوس يستعمل هذه الألفاظ الفلسفية كثيرًا.
5 / 13