কোপারনিকাস ডারউইন ফ্রয়েড
كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم
জনগুলি
ماذا عن كوبرنيكوس؟ هل كان واقعيا؟ تماما كما أنه لا شك في أن أرسطو آمن بالمركزية المادية للأرض، لا شك في أن كوبرنيكوس آمن بالحركة السنوية واليومية للأرض. آمن أرسطو أيضا بواقع الأفلاك الصلبة، التي كانت مهمتها هي حمل الكواكب، ولكن كوبرنيكوس كان «غير متأكد هل كانت حقيقية أو وهمية» (روزن 1959، 11-21). كان كوبرنيكوس غير متأكد حيال الأهمية الفيزيائية لبنياته الهندسية. ولاحظ أن بطليموس استخدم أدوات هندسية مختلفة. ومما لا يثير الدهشة أنه وجد نفسه غير قادر على معرفة أي واحد منها يتفق مع الواقع. وكان حله هو الموافقة على تكافؤ الفرضيات:
ليس من السهل تحديد أي منها موجود في السماء (...) إلا أن الانسجام الدائم للأرقام والظواهر يدفعنا إلى الاعتقاد بأن أحدها هو الموجود هناك.
10
لم يكن كوبرنيكوس واقعيا إزاء أدواته الهندسية؛ فقد عانى بعض الصعوبة في تصديق أن البنيات النظرية المستخدمة في النموذج الشمسي المركز - الحركة الدورانية اللامتراكزة وأفلاك التدوير المسئولة عن تفسير الظواهر المرصودة - لها نظير في الواقع المادي. لم يكن كوبرنيكوس واقعيا إزاء البنية الجبرية لنموذجه. كان كوبرنيكوس واقعيا إزاء الأجرام السماوية وحركاتها والنظام الذي يضمها معا. وآمن أن المكان الذي حدده للأرض في النموذج الشمسي المركز يتوافق مع جزء من بنية النظام الشمسي. كان كوبرنيكوس واقعيا إزاء البنية الطوبولوجية للنموذج الشمسي المركز. وحجج كوبرنيكوس الواقعية مقدمة في مقدمة وإهداء كتابه إلى البابا بولس الثالث والجزء الأول من الكتاب. «أولا»: منح كوبرنيكوس دورا «سببيا» لحركة الأرض؛ فالموضع المادي للأرض بين الكواكب الأخرى هو ما يفسر ظهور حركة الدوران القهقري وفصول السنة والطول الطبيعي للنهار؛ فالظواهر المرصودة تفسر سببيا بالحركة المادية للأرض:
فسرنا الظواهر بوصفها ناتجة عن حركة الأرض حول الشمس، واقترحنا هذه الوسيلة نفسها من أجل تحديد حركات جميع الكواكب. (كوبرنيكوس 1543، الكتاب الرابع، مقدمة)
كما آمن كوبرنيكوس بالحالة السيارة للأرض؛ إذ آمن أن موقع الأرض مسئول سببيا عن بعض الظواهر المرصودة. إذا ليس كوبرنيكوس واقعيا إزاء موضع الأرض فحسب، فلا بد أنه واقعي كذلك بشأن النتائج الفيزيائية لهذا الموضع.
تتمثل الخطوة الثانية في «حجة كوبرنيكوس بشأن الاتساق». أشرنا بالفعل إلى أن كوبرنيكوس كان مدركا على نحو جيد لحقيقة أن الظواهر الطبيعية مترابطة بعدد من الطرق. كان هذا يعني بالنسبة لكوبرنيكوس أن حركة الأرض والكواكب مترابطة لدرجة أن أي تغيير في جزء واحد يؤدي إلى عواقب في جزء آخر من النظام. وفقا لكوبرنيكوس، لا نستطيع تغيير ترتيب الكواكب اعتباطا دون الإخلال بالصورة الكونية كلها. وإذا ربطنا مدارات الكواكب، يتبين لنا ترتيبها الطبيعي. فالاختيار الصحيح للموضع الأولي للأرض - كوكب يدور وليست مركزا ثابتا للكون - يؤدي وفقا لكوبرنيكوس إلى نموذج أكثر ملاءمة للكون. وهكذا ينتقل كوبرنيكوس من الواقعية إزاء الأجرام السماوية - بما في ذلك الأرض - إلى الواقعية إزاء النموذج العلمي الذي تبناه، ومع ذلك، تقتصر هذه الواقعية على التوزيع المكاني للكواكب . النموذج الشمسي المركز أفضل في تمثيله للكون من النموذج أرضي المركز، لأنه أكثر اتساقا. ويوفر «اتساق» معقولية محددة تشير إلى أنه يجسد بنية الكون على نحو أكثر صحة من منافسه النموذج الأرضي المركز:
نتحول الآن إلى حركات النجوم السيارة الخمسة؛ فحركة الأرض تربط ترتيب وحجم دوائرهم المدارية معا في تناغم رائع وبتناسب مؤكد ... (كوبرنيكوس 1543، الكتاب الخامس، مقدمة)
تنبع نتائج كثيرة قابلة للرصد من فرضية أن الأرض تتحرك. بمجرد أن يؤدي هذا الافتراض إلى نموذج متسق، يعزز هذا الاتساق من مصداقية الفرضية الأصلية. فالنموذج الشمسي المركز - اعتمادا على اتساقه - تمثيل أفضل لترابط الطبيعة من النموذج الأرضي المركز. وكما أدرك كبلر ونيوتن لاحقا، يمكن تعزيز تمثيل النموذج الشمسي المركز من خلال التخلي عن العديد من فرضيات كوبرنيكوس المسبقة. (6-3) الواقعية الحديثة
إذن، لو أن ثمة درسا يجب أن يعلمه العلماء للواقعيين فهو أن الواقعية - كلها أو أي شيء منها - لا تستحق القتال من أجلها. (سيلوس، «الواقعية العلمية» (1999)، 113)
অজানা পৃষ্ঠা