কোপারনিকাস ডারউইন ফ্রয়েড
كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم
জনগুলি
ينقل عنوان هذا الكتاب - كما هو موضح في مناقشة الكوبرنيكية والداروينية والفرويدية - رسالة ثلاثية؛ أولا: أن وجهات نظر الإنسان نحو الطبيعة المحيطة به والعالم الاجتماعي تتكيف باستمرار مع الاكتشافات العلمية الجديدة. ثانيا: كلما تقدم العلم خضعت إنجازات العصور السابقة لمزيد من التدقيق. ثالثا: أن النتائج الفلسفية بالضرورة مشمولة في هذه التغيرات. لا أقصد الزعم بحدوث عملية اقتلاع وإعادة بناء مستمرة لصرح المعرفة؛ إذ إن النظرة المتقطعة هذه لنمو المعرفة العلمية خاطئة، كما ستحاول مناقشة الثورات العلمية أن تبين. بل ما أعنيه هو أن المعرفة الراسخة ستخوض مواقف إشكالية جديدة؛ مما سيؤدي إلى تعديلات على العديد من المستويات. كان بوبر محقا في قوله إن كل المعرفة العلمية معرفة تخمينية. وما دام البشر يسكنون في المجموعة الشمسية، فمن المتوقع أن تظهر طرق جديدة للتفكير وسيعاد تقييم مكانة البشر في الكون الأوسع. على الرغم من أن البشر اليوم يمتلكون معرفة أكبر على المستوى الكمي، ويتباهون بامتلاكهم براعة تكنولوجية أكبر من معاصري نيوتن، فإن تشبيه نيوتن الخالد سيظل صحيحا: ما زلنا كالأطفال، نلعب بالحصى على الشاطئ، في حين يكمن أمامنا محيط شاسع مجهول.
الفصل الأول
نيكولاس كوبرنيكوس: فقدان المركزية
عالم الرياضيات الذي يدرس حركات النجوم يشبه بالتأكيد رجلا أعمى عليه أن يقوم برحلة خطرة كبيرة لا نهائية وسط أماكن مقفرة لا تحصى، وليس معه سوى عصى تقوده. (ريتيكوس، «المقال الأول» (1540)، 163) (1) بطليموس وكوبرنيكوس
كتب المؤلف المسرحي الألماني برتولت بريشت مسرحيته «حياة جاليليو» في المنفى في عامي 1938 و1939، ومثلت لأول مرة في زيوريخ في عام 1943. في مسرحية بريشت، تصطدم وجهتا نظر: هناك الرؤية الكونية القائلة بمركزية الأرض، التي ترى أن الأرض هي مركز لكون مغلق. ومن بين العديد من أنصارها هناك أرسطو (384-322 قبل الميلاد) وبطليموس (85-165 ميلادية)، ومارتن لوثر (1483-1546). على النقيض من ذلك هناك وجهة النظر المعارضة لمركزية الأرض، وهي الرؤية الكونية القائلة بمركزية الشمس، والتي ترى أن الشمس تحتل مركز كون مفتوح. ومن بين العديد من أنصارها هناك كوبرنيكوس (1473-1543)، وكبلر (1571-1630)، وجاليليو (1564-1642)، ونيوتن (1643-1727).
يعرض عالم الرياضيات والفيزياء الإيطالي جاليليو جاليلي في الفصل الأول على مساعده أندريا نموذجا للنظام البطلمي. تقبع الأرض في المنتصف، وتحيط بها ثماني حلقات. تمثل هذه الحلقات الأفلاك البلورية التي تحمل الكواكب والنجوم الثابتة. تجهم جاليليو وهو ينظر إلى هذا النموذج، وقال ممتعضا: «نعم، الجدران والمجالات والثبات. لمدة ألف سنة والناس يعتقدون أن الشمس وجميع نجوم السماء تدور حول الجنس البشري.» ويعتقد الجميع أنهم «كانوا يجلسون بلا حراك داخل هذا الفلك البلوري.» كانت الأرض ثابتة وكل شيء آخر يدور حولها. وأكد جاليليو لمساعده: «لكننا الآن سنتخلص منه.» لم تعد النجوم في النموذج الجديد «مثبتة في سماء بلورية»، بل سمح لها بأن «تدور في الفضاء دون دعم» (بريشت 1963؛ بلومنباخ، 1981، المجلد الثالث، 762-782).
في الفصل الثاني، يزور رجلان مثقفان، عالم رياضيات وفيلسوف، جاليليو في مكتبه لإلقاء نظرة على أقمار كوكب المشتري من خلال التليسكوب المكتشف حديثا. يشرح جاليليو باختصار إخفاقات النظام البطلمي لهما. ببساطة، هذا النظام لا يتفق مع الحقائق؛ فالكواكب ليست «في المكان الذي ينبغي أن تكون فيه نظريا» وحركات أقمار كوكب المشتري حول الكوكب - اكتشاف جاليليو العظيم - ببساطة لا يمكن تفسيرها من خلال النظام البطلمي. لا يمكن وصف ذلك بالكلمات! رؤية العين أفضل من الكلام. وبسذاجة إلى حد ما، يسأل جاليليو ضيفيه المثقفين هل كانا «مهتمين بالبدء من خلال مشاهدة أقمار كوكب المشتري تلك.» لسوء حظ جاليليو، رفض عالم الرياضيات والفيلسوف كلاهما دعوته، وبدلا من المشاهدة، طلبا «مناقشة رسمية» بالطريقة العلمية. سأله الفيلسوف: «يا سيد جاليليو، قبل أن نتوجه إلى تليسكوبك الشهير، أتساءل هل كنا نستطيع الحصول على شرف إجراء مناظرة؟ يمكن أن يكون موضوعها: هل يمكن أن يوجد مثل هذه الكواكب؟» يريدهما جاليليو ببساطة أن «ينظرا من خلال التليسكوب» ويقتنعا بنفسيهما. ويقول عالم الرياضيات: «بالطبع، بالطبع، أعتقد أنك على معرفة برأي القدماء بأنه لا يمكن أن توجد نجوم تدور حول مراكز أخرى غير الأرض، ولا نجوم توجد دون دعم في السماء؟» أضفى بريشت فحسب بعض الدرامية على حدث حقيقي. في رسالة إلى يوهانز كبلر (بتاريخ 19 أغسطس 1610)، أعرب جاليليو عن حزنه للرفض القاطع من أساتذة علميين، مثل سيزار كريمونيني - أستاذ العلوم الإنسانية في جامعة بادوا - لمشاهدة القمر والكواكب عبر التليسكوب المخترع حديثا (بلومنبرج، 1955، 637). (2) صراع رؤيتين كونيتين
يجسد بريشت في مسرحيته صراع رؤيتين كونيتين ببراعة وهو يرسم الحوار الدائر بين جاليليو وزائريه المثقفين. تنتهي المناظرة بعدم رضا كلا يعرض عالم الرياضيات والفيزياء الإيطالي الطرفين، وسريعا ما يغادر الزائران دون النظر عبر التليسكوب. إن الالتزام بفكرة مركزية الأرض يجعل زائري جاليليو يستخفان باستناده إلى الأدلة الرصدية. والتمسك بفكرة مركزية الشمس يجعل جاليليو يفقد الثقة في جدوى المناقشات العلمية. ومن أجل فهم طريقة وصول أنصار كلتا الرؤيتين المتعارضتين إلى هذا التصادم العنيف - على غرار الصدام الدرامي في مسرحية بريشت - علينا أن ندرس عن كثب الفرضيات الخاصة بهما. ينبغي أن ندقق في بنية الرؤية الكونية القائلة بمركزية الأرض والرؤية الكونية القائلة بمركزية الشمس.
مركزية الأرض تسبق مركزية الشمس بألفية ونصف. كان كوبرنيكوس يعرف السلف القديم أرسطرخس الساموسي، الذي طرح فكرة أن الأرض تتحرك، لكن مركزية الأرض ظلت التفسير الرسمي لبنية الكون حتى ذبولها البطيء في القرنين السادس عشر والسابع عشر. جرى الحوار بين جاليليو وزائريه في صيف عام 1610، وكانت فرضية كوبرنيكوس معروفة منذ 67 عاما. واستغرق اعتراف نظرية مركزية الأرض بالهزيمة أخيرا 77 عاما أخرى؛ حتى نشر كتاب «المبادئ» لنيوتن (1687). استغرقت رؤية كوبرنيكوس الكونية 144 سنة من المناقشات النشطة والبحث لتصبح راسخة. هل يمكن أن تستغرق ثورة علمية كل هذا الوقت؟ ما يهم بشأن الثورة ليس طول المدة التي تستغرقها، وإنما عمقها؛ فما يجعل التغيير ثوريا هو الإرباك الذي يحدثه في البنية الراسخة، قلب وجهات النظر، استبدال المسلمات. إنه يمثل إعادة ترتيب عامة لعناصر الشبكة، سواء أكان مفاهيميا أم سياسيا أم اجتماعيا. فتقتلع بعض عناصر النظام، ويستبدل بعضها، ويبقى بعض آخر. ولكي نفهم الثورة العلمية - الكتلة المتشابكة من العناصر الفلسفية والعلمية - نحتاج إلى فهم النظام «قبل» إعادة ترتيبه؛ لذلك، لكي نفهم الثورة الكوبرنيكية، نحتاج أن نفهم الرؤية الكونية القائلة بمركزية الأرض. (2-1) مركزية الأرض
الآن، بنى القدماء سماء فوق سماء، مثل طبقات في جدار، أو باستخدام تشبيه أقرب، مثل قشر البصل: الطبقة الداخلية تدعم الخارجية (...). (كبلر، «خلاصة الفلك الكوبرنيكي» 1618-1621، الكتاب الرابع، الجزء الأول)
অজানা পৃষ্ঠা