কোপারনিকাস ডারউইন ফ্রয়েড
كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم
জনগুলি
مع تفعيل التسلسل الزمني لسلسلة الوجود، ظهر حس بالتطور في التفكير البيولوجي. لم تمتد سلسلة الوجود على نحو ثابت كجسر من بداية الزمن حتى نهايته. بدلا من ذلك، نبتت كشجرة حياة من جذور بسيطة في لحظة الخلق وتحولت إلى معجزات عضوية بعد فترة كافية من الزمن. مع ذلك، ظلت «فكرة أن خلق الحياة العضوية كان مسرحا على نحو بارز لرصد العناية الإلهية وهي تعمل» قائمة كما هي (جليسبي 1959، 19). كانت العناية الإلهية - الرعاية المفيدة من الرب لسكان الأرض - افتراضا رئيسيا قبل داروين. كان يوجد تصور عام بأن الرب صانع ماهر أشرف شخصيا على خلق حتى أصغر الكائنات الحية في العالم الطبيعي. ولم يحد لايبنتس عن هذا المفهوم؛ فقد كان يتبع مبدأ الازدواجية التفسيرية مثل كانط، فكان يرى أن القوانين الميكانيكية كافية لتفسير سلاسة سير العالم غير العضوي. كانت قوانين الحركة التي تحكم جميع الأشياء التي ترى بالعين المجردة دقيقة حتى إنه لا توجد حاجة لتدخل الرب في آليتها. كان الكون أشبه بساعة عملاقة. كان الكون آليا بالكامل. أما العالم العضوي فكان مختلفا؛ فقد كان يتطلب تصميما وهدفا وتطورا غائيا. وسيتطلب الأمر جهودا مفاهيمية جادة للتغلب على الإيمان بالتكشف التدريجي لتعقيد العالم العضوي . وفي محاولة لبناء نظرية للعالم العضوي في بداية القرن التاسع عشر، كان افتراض التطور التدريجي لبنة لا جدال فيها في النظرية. جعل لامارك التطور التدريجي ركنا أساسيا من أركان نظريته. احتاج لامارك تصميما على غرار لايبنتس، ولكن الرب المصمم لعب دورا متواضعا في نظريتيهما. لدى لايبنتس وبويل، يقتصر دور الرب على تشغيل ساعة الكون. ويقبل لامارك في أحسن الأحوال أن الرب يضع خطة التصميم الأساسية. لقد خطا لامارك خطوات عملاقة نحو النظرة الحديثة للحياة العضوية، وكان صوتا وحيدا؛ إذ ظل النموذج المهيمن قائما على حجج التصميم. (ب) حجج التصميم
وفقا للغائية، كل كائن يشبه رصاصة بندقية أطلقت مباشرة نحو هدف، ووفقا لداروين، الكائنات مثل طلقات الخرطوش يصيب أحدها ويطيش الباقي. (هكسلي، «الانتقادات» (1864)، 84)
في مناقشات أوجه التناقض بين نظرية التطور وحجج التصميم، من المعتاد أن أشير إلى رئيس الشمامسة بيلي. كان وليام بيلي شخصية شهيرة ألف كتابا بعنوان «اللاهوت الطبيعي، أو أدلة وجود الرب وصفاته مجموعة من الظواهر الطبيعية» (1802). يقدم الكتاب «حجة صانع الساعة» الشهيرة: فمن وجود الساعة نستدل على وجود صانع الساعة. وقياسا على ذلك، نستنتج وجود رب مصمم من نظام الطبيعة، لكن بيلي نفسه يحتل مكانا في التراث الطويل للتفكير الغائي. وهذا النموذج التصميمي يستنتج من الترتيب والكمال الواضحين في الطبيعة وجود رب مصمم، مهندس إلهي موهوب. حاول الأبيقوريون تفسير جمال وتناسق الطبيعة كنتيجة للصدفة البحتة. عادة ما يرفض أنصار حجة التصميم مثل هذه المحاولات لأنها غير محتملة على نحو كبير؛ فهي تتناقض مع خبراتنا الحسية. لم يستطع الإغريق تصديق أن الأرض تدور حول الشمس. وبدا أن الأدلة الحسية تدعم مركزية الأرض. فلو كانت الأرض تدور، لحدثت عواصف عنيفة على الأرض. ولم تكن الأشياء لتقع في خط مستقيم. وبطريقة مماثلة تعتمد حجة التصميم على ما يبدو بدهيا للإدراك الحسي البشري. كانت نظرية مركزية الشمس لأرسطرخس رأي الأقلية، وكذلك كان تفسير الأبيقوريين. شكلت مركزية الأرض وحجة التصميم رأي الأغلبية، واعتمدت كلتاهما على المنطق الصرف وشهادة الحواس؛ فحواسنا تخبرنا بأن الأرض تقبع ثابتة في مركز الكون. كما تقول لنا أيضا إن النظام والتماثل في العالم العضوي لا بد أنه عمل خالق ذكي.
وليام بيلي (1743-1805).
روبرت بويل (1627-1691).
شعر روبرت بويل بالاستفزاز من أبيقوريي القرن السابع عشر حتى إنه نشر دليلا موسعا على التصميم: «مقالة عن الأسباب النهائية للأشياء الطبيعية» (1688). فتناول أولا حجة التصميم من وجهة نظر الجمادات. انغمس معاصروه في الاعتقاد الدارج بأن النجوم والشمس أنشئت بوجه خاص لإلقاء الضوء والدفء على سكان الأرض. على سبيل المثال، يقول كبلر عن القمر؛ «الكوكب الثانوي»:
خصص هذا النجم للأرض كملكية خاصة لها، لكي يساعد في نمو الكائنات الأرضية ويرصد عن طريق المخلوق المفكر على الأرض، وكي يبدأ به رصد النجوم. (كبلر 1618-1621، الكتاب الرابع، الجزء الأول)
كان هذا إفراطا في التبسيط. أشار بويل إلى أن نظام العالم كان شديد التعقيد حتى إنه كان من الخطأ أن نستنتج هدفا معينا للبشر من انتظام حركات الكواكب. آمن بويل - على غرار لايبنتس - بكون يعمل كالساعة. ولا حاجة لتدخلات تصحيحية من جانب الصانع. كان هذا رأي ميكانيكي أكثر راديكالية من رأي نيوتن، الذي كان يفترض أن الرب سيضطر إلى إجراء تعديلات أحيانا على الكون الذي يعمل كالساعة، ولكن في مجال الحياة العضوية، لم ير بويل إمكانية تجنب الازدواجية التفسيرية على غرار لايبنتس وكانط. فحتى الشيء الشديد التعقيد كالساعة لا يمكن أن يضاهي تعقيد الكائنات الحية في العالم البيولوجي: (...) ثمة آلية في عضلات الإنسان أكثر إثارة مما في (...) «أفلاك الأجرام السماوية»، وتنطوي عين الذبابة (...) على براعة أكثر إثارة للدهشة من براعة صنع جسم الشمس. (بويل 1688، 43-44)
كان تعقيد وتصميم النباتات والحيوانات شديدا حتى إن استنتاج غايات معينة كان مبررا. وكان واضحا لبويل أن المهندس الإلهي قد خلق العيون لتمد حاملها المحظوظ بالرؤية. وكان لهذا الصانع من الحكمة ما يكفي لتزويد كل حيوان بزوج من العيون، احترازا لموقف أن تستسلم إحدى العينين للمرض. لا يستطيع البشر الاستدلال على وجه اليقين أن الرب خلق كل هذه العجائب الطبيعية لهدف وحيد هو خدمة البشر وإسعادهم، ومع ذلك، يمكنهم أن يكونوا على يقين من أن هذا أحد أهداف وجودها. وسيكون من ذروة اللاعقلانية أن نستنتج، من جمال الطبيعة وكمالها، أن الصدفة وحدها كانت هي الخالق.
ومع ذلك، رفض الفيلسوف الفرنسي بيير لويس مورو دي موبرتيوس (1698-1759) قصر تأثير حجة التصميم على نظام الكواكب أو البنية العضوية. ويشير في كتابه «بحث في علم الكونيات» (1750) إلى أن الرياضيات يمكنها إثبات وجود الإله. إن الانتظام الصارم للكون نفسه يستند على مبدأ الفعل الأدنى العام. يشير موبرتيوس إلى وجود مبادئ الفعل الأدنى في الفيزياء، التي تثبت أن الطبيعة تتصرف بالطريقة الأكثر اقتصادا. في بداية القرن السابع عشر أثبت بيير فيرما أن أشعة الضوء تتحرك بين أي نقطتين بالطريقة التي تجعل مساراتها تستغرق أقل وقت. ربما لا يكون هذا المسار أقصر المسارات ولكنه المسار الذي يستغرق وقتا أقل من أي مسار آخر. وينطبق الشيء نفسه على الجسيمات، التي تتحرك وفقا لقوانين نيوتن للحركة. من بين عدد من المسارات الممكنة، التي يمكن للجسيمات اتخاذها في الفراغ، فإن المسار الحقيقي هو الذي تكون فيه كمية تسمى الفعل
অজানা পৃষ্ঠা