جمع القرآن - دراسة تحليلية لمروياته
جمع القرآن - دراسة تحليلية لمروياته
প্রকাশক
دار الكتب العلمية
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
প্রকাশনার স্থান
بيروت
জনগুলি
فيها القرآن «١».
وجاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة ﵃ أنه قال: لما خطب النبي ﷺ في فتح مكة قام إليه رجل من اليمن يقال له أبو شاه، وطلب إليه أن يكتبوا الخطبة، فقال ﷺ: (اكتبوا لأبي شاه) «٢».
وهنا يبرز سؤال، أو ربما يسأل سائل ويقول: لماذا لم يجمع القرآن في مصحف واحد في عهد النبي ﷺ وتضم المواد المشار إليها والتي استعملت في الكتابة بعضها إلى بعض؟ إن ذلك يرجع إلى ما كان يترقبه النبي ﷺ من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، وكان النبي ﷺ هو الذي يقرر ترتيب الآيات، فيقول: (ضعوا الآية كذا في موضع كذا) «٣».
وإن ذلك لم يكن خاضعا للاجتهاد منه ﵊ لأن جبريل ﵇ كان يعارض النبي ﷺ بالقرآن مرة في رمضان من كل عام، وفي العام الذي توفي فيه ﷺ عارضه به مرتين «٤». وهكذا انقضى العهد النبوي السعيد والقرآن مجموع على هذا النمط، والصحابة ﵃ الذين كانوا
يكتبون القرآن لم يلتزموا بتوالي السور وترتيبها، وذلك لأن أحدهم كان إذا حفظ سورة أنزلت
_________
(١) ينظر: السيرة النبوية لابن هشام ١/ ٣٦٧ - ٣٦٨؛ والصديق أبو بكر، لمحمد حسنين هيكل: ٣٠٩.
(٢) ينظر: صحيح البخاري، كتاب اللقطة، رقم الحديث (٢٣٠٢): ٢/ ٨٥٧؛ وصحيح مسلم، كتاب الحج، رقم الحديث (١٣٥٥): ٢/ ٩٨٨؛ وجامع بيان العلم وفضله ١/ ٨٤.
(٣) ينظر: من حديث يرويه الإمام أحمد في مسنده: ٥/ ١٥٨؛ وينظر: الإتقان للسيوطي:
١/ ١٢٦؛ ومناهل العرفان: ١/ ٢٤٨.
(٤) من حديث صحيح البخاري، باب علامات النبوة في الإسلام، حديث رقم (٣٤٢٦): ٣/ ١٣٢٦؛ وينظر: مسند الإمام أحمد، مسند ابن عباس ﵄، حديث رقم (٢٤٩٤): ١/ ٢٧٥.
1 / 36