شرح حديث جبريل في تعليم الدين
شرح حديث جبريل في تعليم الدين
প্রকাশক
مطبعة سفير،الرياض
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م
প্রকাশনার স্থান
المملكة العربية السعودية
জনগুলি
ومثل هذه الآيات قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾، وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
ويدلُّ على ذلك من السُّنَّة حديث قصَّة الرَّجل الذي أوصى بَنِيه إذا مات أن يحرقوا جسدَه ويَرموا جزءًا من رماده في البَرِّ وجزءًا منه في البحر، فأمر الله ﷿ البحرَ بأن يُخرج ما فيه، والبَرَّ بأن يُخرج ما فيه، حتى عاد الجسدُ كما كان، والحديث رواه البخاري (٧٥٠٦)، ومسلم (٢٧٥٦) من حديث أبي هريرة ﵁.
ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمانُ بحشر الناس من قبورهم وغيرها على الموقف، واستشفاعهم إلى أولي العزم من الرسل لتخليصهم مِمَّا هم فيه من الشدَّة، وحصول الشفاعة العظمى لنبيِّنا محمد ﷺ، وهي المقام المحمود، ومجيء الله ﷿ لفصل القضاء بين العباد، قال الله ﷿: ﴿وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا﴾، وروى البخاري (٦٥٢٧)، ومسلم (٢٨٥٩) عن عائشة ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ: "تُحشرون حُفاة عُراة غُرْلًا، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله! الرِّجال والنساء ينظر بعضُهم إلى بعض فقال: الأمر أشدُّ من أن يهمَّهم ذاك"، ورواه أيضًا البخاري (٦٥٢٦، ومسلم (٢٨٦٠) من حديث ابن عباس ﵄.
وقال ابن كثير عند تفسير قول الله ﷿: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾: "يعني لفصل القضاء بين خلقه، وذلك بعد ما يستشفعون إليه بسيد ولد آدم على الإطلاق محمد صلوات الله وسلامه عليه، بعدما يسألون أولي العزم من الرسل واحدًا بعد واحد، فكلُّهم يقول: لست
1 / 47