جامع خطب عرفة لعبد العزيز آل الشيخ
جامع خطب عرفة لعبد العزيز آل الشيخ
জনগুলি
وسلم، والإيمان بأنه عبد الله ورسوله، وخيرته من خلقه، أرسله إلى الناس جميعا برسالة شاملة تامة، افترض على العباد طاعته، نسخ بشريعته كل الشرائع، وألزم الخلق كلهم طاعته ومحبته والإيمان به، فإن أصل محبته أصل الإيمان وكمالها كمال الإيمان.
[الخصال التي تتحقق بها شهادة أن محمدا رسول الله]
تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله: أن تؤمن بأن هذا الرسول الكريم هو واسطة بين الله وبين عباده في تبليغ شرعه ودينه، وأنه لا طريق لنا إلى معرفة دين الله والوصول إلى رضا الله إلا من طريق هذا النبي الكريم ﷺ تسليما كثيرا، يحبه المؤمن محبة فوق محبة المال والأهل والولد والنفس والناس أجمعين، يقول ﷺ: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين (١)» «قال عمر بن الخطاب ﵁ للنبي ﷺ مرة وهو آخذ بيده: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي ﷺ " لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك". فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي. فقال النبي ﷺ: "الآن يا عمر (٢)» طاعته ﷺ من طاعة الله ﷿: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ (٣)، فتطيع أمره وتجتنب نهيه ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ (٤)، ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (٥) ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ (٦)
(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب: حب الرسول ﷺ من الإيمان، (فتح الباري ١ / ٨٠، ح ١٥)، ومسلم في صحيحه ١ / ٦٧، كتاب: الإيمان، باب: وجوب محبة رسول الله ﷺ أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين، ح (٤٤)، واللفظ لمسلم، وعند البخاري (والده) (٢) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأيمان والنذور، باب: كيف كان يمين النبي ﷺ (فتح الباري ١١ / ٦٤١، ح ٦٦٣٢) (٣) سورة النساء الآية ٨٠ (٤) سورة الحشر الآية ٧ (٥) سورة النور الآية ٥١ (٦) سورة النور الآية ٥٢
1 / 85