71

جامع خطب عرفة لعبد العزيز آل الشيخ

جامع خطب عرفة لعبد العزيز آل الشيخ

জনগুলি

لا تخاف الخوف الحقيقي إلا من الله، فالله معبودك تألهه قلبك حبا وخوفا ورجاء. إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله تحتم على العبد إخلاص الدين لله، والبراءة من كل معبود سوى الله، بأن يعتقد اعتقادا جازما أن العبادة حق لله لا حق لمخلوق كائنا من كان في شيء منها ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ﴾ (١)، شهادة أن لا إله إلا الله تقتضي نفي العبادة عن كل ما سوى الله، وإثبات العبادة بجميع أنواعها لله وحده لا شريك له. [خلق الله الجن والإنس لتحقيق شهادة: أن لا إله إلا الله] أمة الإسلام، شهادة أن لا إله إلا الله هي الكلمة التي لأجل تحقيقها والقيام بها خلق الله الثقلين الجن والإنس: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (٢)، فما خلق الثقلان إلا ليعمروا الأرض بطاعة الله، ويقيموا عليها دين الله. [كلمة التوحيد هي مرتكز دعوة جميع الرسل ﵈] أمة الإسلام، كلمة التوحيد: لا إله إلا الله مفتاح دعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم، فما بعث الله رسولا من رسله إلا ابتدأ قومه بدعوتهم إلى تحقيق لا إله إلا الله، إلى العمل بمقتضى كلمة التوحيد لا إله إلا الله، هكذا ابتدأ الرسل دعوتهم إلى قومهم من نوح ﵇ إلى آخرهم وسيدهم وأكملهم محمد ﷺ وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا، قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ (٣)، وهكذا قال هود لقومه، وصالح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، وسائر أنبياء الله، ابتدءوا دعوتهم بالدعوة إلى التوحيد الخالص، إلى إخلاص الدين لله

(١) سورة لقمان الآية ٣٠ (٢) سورة الذاريات الآية ٥٦ (٣) سورة الأعراف الآية ٥٩

1 / 82