هززت رأسي نفيا دون أن أنطق.
قال: فكر جيدا فالمسألة خطيرة، وهي ترفض أن تتكلم.
كنت أعرف مدى الخطورة؛ فإذا لم يثبت أنها حملت من غير أستاذي وقع هو في القبضة؛ لأنه سيصبح الأب، والنتيجة أنها ستصبح مستولدة، ولا يجوز بيعها، ويصبح الطفل حرا وله الحق في أن يشارك في الإرث. والمضحك في الأمر أن أم الجبرتي نفسه كانت واحدة من سراري أبيه.
أقسمت له أني لا أعرف شيئا عن الأمر. تنهد في ضيق وسمح لي بالانصراف.
السبت 2 فبراير
حسمت أمري وقررت الذهاب إليها لوداعها قبل سفري. أدخلني الحراس عندما خاطبتهم باللغة قائلا: إني أحمل إليها رسالة من المجمع. فتحت لي خادمتها الشامية. عرفتني وقادتني إلى قاعة الاستقبال في الطابق الأرضي، ثم اختفت بعد أن أغلقت الباب خلفها. وبعد قليل فتح الباب ودخل جندي فرنساوي يرتدي سترة ذات شرائط مذهبة وبنطلونا ضيقا لصيقا بالجلد ويضع فوق رأسه قلنسوة من ذوات الريش. مرت لحظة قبل أن أتعرف عليها.
تقدمت منها واحتضنتها. تحسست خدي بأصابعها، ثم دفعتني عنها في رفق وهي تتلفت نحو الباب. تطلعت إلى عينيها الزرقاوين البهيتين.
قلت لها إني افتقدتها وأفكر فيها طول الوقت. ضحكت وكشفت عن أسنانها الرائعة. قادتني إلى أريكة وجلست بجواري مفرجة ساقيها وواضعة ساعديها بينهما.
أشرت إلى ملابسها وقلت: هل أنت ذاهبة مع الجيش إلى الشام؟
قالت: لا. ثم بعد تردد أضافت: نابليون يحب أن يراني في هذه الملابس.
অজানা পৃষ্ঠা