وأرسلني أستاذي في المساء إلى كوم الشيخ سلامة للتحقق مما وقع بهذه المنطقة المجاورة للأزبكية. ذهبت إلى حنا في حارة النصارى وانتقلنا إلى مكان الواقعة. وعلمنا من السكان أن بعض المسلمين بحارة البرابرة تشاجروا مع بعض نصارى الشوام، فقال المسلم للنصراني: «إن شاء الله تعالى بعد أربعة أيام نشتفى منكم.» فذهب ذلك النصراني إلى الفرنسيس مع عصبة من جنسه وأخبروهم بالقصة. وكان أن جمع الحكام مشايخ الأخطاط والحارات وحبسوهم.
طوال الوقت كان حنا صامتا مهموما. وسألني في قلق قبل أن نفترق: هل تظن أن الترك يعودون؟ وأجبت بأني لا أعرف.
الإثنين 22 يوليو
أراني أستاذي مكاتبة من بونابرته إلى محفل الديوان بشأن سفره للمحاربة مع العسكر التركي في أبي قير. وجاء بها أن سفن الترك تضم عددا كبيرا من أهل موسكو «الذين كراهتهم ظاهرة لكل من كان يوحد الله، وعداوتهم واضحة لمن كان يعبد الله ويؤمن برسول الله، فهم يكرهون الإسلام، ولا يحترمون القرآن، وهم نظرا لكفرهم في معتقدهم يجعلون الآلهة ثلاثة، وأن الله ثالث تلك الثلاثة، تعالى الله عن الشركاء، ولكن عن قريب يظهر لهم أن الثلاثة لا تعطي القوة، وأن كثرة الآلهة لا تنفع، بل إنه باطل، لأن الله تعالى هو الواحد الذي يعطي النصرة لمن يوحده هو الرحمن الرحيم ... وقد سبق في علمه القديم وقضائه العظيم أنه أعطاني هذا الإقليم، وقدر وحكم بحضوري عندكم إلى مصر، لأجل تغييري الأمور الفاسدة وأنواع الظلم، وتبديل ذلك بالعدل والراحة.»
الثلاثاء 23 يوليو
عند عودتي من المجمع سمعت من بواب وكالة إينال النوبي أن المسلمين وعسكر العثمانيين ومن معهم ملكوا الإسكندرية في ثالث ساعة من يوم السبت. أبلغت أستاذي فأمرني بالتحقق من المصدر.
عدت إلى الوكالة فعرفت أن هناك مكتوبا بذلك وصل إلى تاجر منسوجات في سوق الوراقين. ذهبت إليه فنفى ذلك وقال إنه سمع أن مكتوبا وصل إلى تاجر في سوق العطارين قرب خان الخليلي. ذهبت إليه هو الآخر وقال نفس الكلام. طفت ذلك المساء بعدد من التجار دون أن أتحقق من وصول المكتوب.
عند عودتي وجدت أستاذي قد صعد إلى المقعد الذي يطل على الفناء من فوق سطح البيت التماسا لنسمة من الهواء. ذكرت له حصيلة تجوالي، فقال: إن الأمر نكتة لا أصل لها ولا صحة. ثم أضاف: سبحان الله علام الغيوب.
الأربعاء 24 يوليو
أشيع ليلة أمس أن الفرنساوية تحاربوا مع العساكر الواردين على أبي قير، وظهروا عليهم وقتلوا الكثير منهم، ونهبوهم وملكوا منهم القلعة، وأخذوا مصطفى باشا أسيرا، وكذلك عثمان خجا وغيرهما.
অজানা পৃষ্ঠা