ونريد بهم الأوروبيين الذين استوطنوا أميركا بعد اكتشافها، وأكثرهم من الإنكليز، وإنما تنوعت أخلاقهم بالاختلاط وتأثير الإقليم، فاستطالت رءوسهم وضاقت عظام وجوههم، فضاقت جماجمهم حتى أصبحت سعتها 93,5 القيراط، وتغيرت أخلاقهم تغييرا بينا، وتبدلت أمزجتهم، فالإنكليزي دموي المزاج والأميركاني صفراويه، والمزاج الحيوي متسلط في الإنكليزي، والعصبي أو العقلي غالب في الأميركاني، فالإنكليزي أكثر تكبرا واعتدادا بنفسه وثباتا وصبرا من الأميركاني، والأميركاني أكثر حركة وأدق نظرا وأسرع خاطرا وأكرم نفسا من الإنكليزي، ومن أدل الصور على الشكل الأميركاني صورة كرنيليوس فندربلت شكل
8 .
شكل 8: كرنيليوس فندربلت.
وأنف الأميركاني وسط بين الروماني واليوناني، ووجنتاه مرتفعتان نوعا، وذقنه بارز، ولون البشرة أقتم مما في الأنكليز، وهي تزداد قتوما بتوالي الأجيال.
الفرنساويون:
وهم من الشعوب القلتية، والقلتي أوسع صدرا من الإنكليزي، لكنه أضعف معدة، وهو عضلي لكن تعوزه الاستدارة، وجمجمته أصغر من جمجمة التيوتوني، ويستدلون بذلك على أن دماغ القلتي أصغر من دماغ التيوتوني بنحو ستة قراريط أو ثمانية، وإليك أوصاف الجنس الفرنساوي كما وصفه الدكتور فيمون العالم الفرينولوجي الفرنساوي، قال:
الرأس الفرنساوي أصغر من الجرماني، والفهم فيه أقوى مما في الجرماني والتأمل أضعف؛ أي إنه أسرع إدراكا منه وأعجز عن إعمال الفكرة طويلا، فإذا عرضت مسألة تحتاج إلى نباهة كان الفرنساوي أسبق إلى إدراكها، وأما الأمور التي تفتقر إلى إعمال الفكرة والتأمل فالألماني أصبر كثيرا فيها، والألماني أقوى من الفرنساوي في الموسيقى والرياضيات، وأكثر حذرا وتحوطا منه، وأما الفرنساوي فإنه أسلم ذوقا في الفنون الجميلة ونحوها، مع الميل إلى الإحسان والانتصار للضعيف.
شكل 9: روشفور الكاتب الفرنساوي.
شكل 10: فيكتور هيكو الشاعر الفرنساوي.
والفرنساوي مشهور بتسرعه وحدته وسرعة خاطره مع عجزه عن الثبات، ولكنه يحب البهرجة، وله اقتدار على اختيار الأذواق الجميلة، وكل ذلك ظاهر في أعمال الفرنساويين وتواريخهم، وكأنه مصور على أبنيتهم وألبستهم وشوارعهم وأقوالهم وسائر أعمالهم.
অজানা পৃষ্ঠা