درم مرافقها في خلقها عمم
وأما الإفرنج فإنهم يترنمون بالشعر الذهبي.
الشعر الأسود:
ينسبون الشدة والقوة إلى من كان شعره أسود فاحما أو ضاربا إلى السواد، وينسبون صحة ذلك إلى ما تقدم من تكاثر الحديد في الدم، على أنه قد يحدث أن يكون ذو الشعر الأسود - لا سيما إذا كان سبطا - ممن تغلب عليهم السويداء، وفي عداد الكتبة جماعة من هذا الصنف، وهم يميلون إلى الكتابة الشجية المحزنة، ومنهم الوعاظ الذين يمثلون الحياة الأبدية على شكل لا يستحبه الأكثرون، ولكنهم لحسن الحظ قليلون؛ إذ يندر أن نشاهد رجلا جمع كل التقاطيع التي يضع المنجمون صاحبها في برج زحل، وهي عبوسة الوجه وانعكاف الأنف ونتوء عظمي الخدين وسقامة اللون واسترسال الشعر.
الشعر الأشقر:
قال الشاعر: «والضد يظهر حسنة الضد»، وعملا بهذا القول ننتقل من وصف الشعر الأسود الفاحم إلى الشعر الأشقر، وصاحبه على الأكثر ميال إلى التأمل والسير في عالم الخيال، ويغلب على هذا الصنف من الناس عدم الرضى عن حالتهم واشتهاء غيرها دون أن يستطيعوا تقدير ما يلتمسون، وهم سريعو التقلب فيما يعتمدونه من الآراء والأعمال، ويندر أن تطول قاماتهم، وينقصهم المواظبة والثبات في الأعمال.
الشعر الخروبي:
أما الشعر الخروبي وهو ما كان لونه إلى السمرة فأصحابه في الغالب ميالون إلى المخاطرة والسفر وحب الاستطلاع ، ويحبون الأشعار والروايات، لكنهم حازمون واسعوا الصدور ، وإنما يعوزهم الاقتصاد؛ فهم ينفقون الدراهم بغير حساب لسوء التدبير، فإذا ازدادت سمرة الشعر ونعومته كان صاحبه ميالا إلى المعاشرة والاختلاط حتى يستجلب سرور القوم ويستميلهم إليه، وله انعطاف نحو جنسي الرجال والنساء، صغير الدعوى ولكنه كبير الثقة بنفسه، والظاهر أن أبطال الروايات من قرصان البحر وغيرهم من الأقوام الذين قد يحبهم المطالع لمجرد قراءة سيرتهم إنما كانوا من ذوي الشعور السمراء المتجعدة فوق الصدغ، وبين هذا الصنف من يميل إليهم الناس لأول وهلة، فإذا كان الشخص امرأة صادفت ميلا إليها بين الرجال أو رجلا لقي ميلا إليه بين النساء.
وصاحب هذا الشعر لا تبدو عليه علامات الشيخوخة بل يظل نشيطا فرحا، ويغلب عليه الميل إلى الأطفال، وقد لا يخلو من الحدة بحيث لا يصبر على الانتقاد لما فطر عليه من تقديره نفسه حق قدرها، ويستولي عليه الغيظ إذا خفق مسعاه في أمر، لكن هذا يصدق على من كان ناعم الشعر، فإذا كان خشنه كان ممن لا يهتم بعواقب الأمور.
الشعر الأحمر:
অজানা পৃষ্ঠা