وإن هذا المجموع الواقف تحت نوافذ المجلس منتظر بفروغ صبر أن ينتخبوا ما قد انتخبه هو أيضا.
أتعرفون يا حضرات النبلاء من هو؟ إنه أوفدني لأقول لكم إنه انتخب ذلك الذي أنقذ بولاندا، ونجاها من عدوها المخيف، وكان في كل وقت نظير صداقته للشعب والأمة، إنه جون سوبيسكي أيها السادة.
وفي الوقت نفسه سمع من تحت نوافذ المجلس أصوات كهدير الأمواج وهي تصيح «ليحي جون سوبيسكي» «ليحي مليك بولاندا».
وكان العامل يتكلم ويعلن هذه الأقوال، والشمم ظاهر على وجهه مشوب بالحياء والشرف، وهو يتكلم ببساطة، إلى أن قال: والجيش أيها السادة مقر على انتخاب سوبيسكي؛ إذ كيف لا ينتخبه وهو قائده الذي كان له الفضل الأكبر في انتصاراته الأخيرة؟!
وأنا أتنحى تاركا لضميركم الحر أن تساعدوني، أنا مندوب الشعب الذي به حياة الأمة في تحقيق فكرته.
وهنا قام الكونت رئيس المجلس، فقال:
أيها الرجل، بل يا مندوب الشعب
اعلم أن الانتخاب سيكون سريا، وسينتخب بأغلبية الأصوات، فقل للشعب أن يطمئن فإن الحق سيجري مجراه.
والآن أيها الإخوان ابتدئوا في الانتخاب؛ فإن الوقت قد حان لأن يجلس على عرش بولاندا أمير يقودها؛ لأن تكون مملكة حرة عاملة، وقد نطق الكونت بكلامه هذا وهو مطمئن على مركزه؛ فإنه علم أن الشعب في جانب سوبيسكي، والعاقل من اتخذ الكفة الراجحة.
كتب كل نبيل ما يريد في ورقة وقذفها في الصندوق، وابتدأ الرئيس يفتح الأوراق.
অজানা পৃষ্ঠা