চার্লস ডারউইন: তার জীবন ও পত্রাবলী (প্রথম খণ্ড): চার্লস ডারউইনের দ্বারা লেখা একটি আত্মজীবনী অধ্যায় সহ
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
জনগুলি
وإلى جانب مزاجها المرح هذا، كانت ودودة وصريحة ومنطلقة وأمينة وتلقائية، دون مقدار ذرة من التحفظ. كان عقلها نقيا وشفافا؛ فكان المرء يشعر أنه يعرفها تماما ويمكن أن يثق بها. ولطالما كنت أعتقد أنه، مهما يكن من أمر، فيجب أن يكون لدينا حين يتقدم بنا العمر، على الأقل جانب محب في روحنا ما كان لأي شيء أن يغيره أبدا. لقد كانت جميع حركاتها تتسم بالعنفوان والنشاط وفي الغالب الرشاقة. وحين كانت تذهب معي في جولتي حول الممشى الرملي، وبالرغم من أنني أسير بسرعة، فإنها غالبا ما كانت تسبقني وهي تسير متراقصة بأجمل طريقة ممكنة، وكان وجهها الغالي يشرق دوما بأجمل الابتسامات. لقد كانت تتدلل علي أحيانا في أعذب صورة وهي التي ما تزال ذكراها تأسرني . وكثيرا ما كانت اللغة التي تستخدمها مفعمة بالمبالغة، وكنت حين أمازحها بالمبالغة فيما قالته، كانت ترفع رأسها لأعلى قليلا، وهو ما يتجلى بوضوح أمام عيني الآن، ثم تقول متعجبة: «أوه! يا أبي! يا له من أمر مخجل!» وفي مرضها الأخير الذي دام فترة قصيرة، كان سلوكها ملائكيا بحق؛ لم تتذمر ولو لمرة واحدة، ولم تشاكس أبدا، ودائما ما كانت تراعي مشاعر الآخرين، وكذلك كانت تعبر عن شكرها لكل ما يقدم لها بمنتهى الرقة وبطريقة تبعث على الأسى. وحين كان يصيبها الإنهاك الشديد حتى يكون من الصعب عليها الحديث، كانت تثني على كل ما يقدم لها، وقد قالت عن قدح من الشاي إنه «جيد بنحو جميل.» وحين قدمت لها بعض الماء قالت: «أشكرك بشدة»، وأعتقد أن تلك كانت هي آخر كلماتها الثمينة التي تحدثت بها إلي تلك الشفاه العزيزة على قلبي.
لقد فقدنا بهجة المنزل وسلوانا حين يتقدم بنا العمر. لا بد أنها كانت تعرف مقدار حبنا لها. آه، لو أنها تعرف الآن مدى الحب الخالص العميق الذي لا نزال، وسنظل دوما، نكنه لوجهها البهيج العزيز! فلتحل عليها البركة!
30 أبريل 1851
لقد كنا، نحن أطفاله، نستمتع كثيرا بالألعاب التي كان يلعبها معنا، لكنني لا أعتقد أنه كان يصخب كثيرا معنا؛ إذ أعتقد أن صحته كانت تعوقه عن أي لعب عنيف. كان يحكي لنا بعض القصص أحيانا، وقد كان ذلك أمرا مبهجا للغاية، ويعود السبب في ذلك جزئيا إلى ندرة حدوثه.
وتتضح الطريقة التي اتبعها في تنشئتنا من خلال قصة قصيرة عن أخي ليونارد، والتي قد كان أبي مغرما بحكيها. كان أبي قد دخل إلى غرفة الاستقبال ذات مرة ووجد ليونارد يتراقص على الأريكة، وهو ما كان ممنوعا للحفاظ على النوابض؛ فقال له أبي: «أوه، ليني، ليني، إن ذلك يخالف جميع القواعد.» فأجابه أخي قائلا: «إذن، أعتقد أنه من الأفضل لك أن تخرج من الغرفة.» أعتقد أنه على مدى حياته كلها، لم يتحدث مطلقا إلى أي من أطفاله بأي كلمة غاضبة، لكنني متيقن من أنه لم يخطر ببالنا على الإطلاق أن نعصيه. أتذكر جيدا أن أبي قد وبخني ذات مرة على إهمالي في أمر ما، وما زلت أتذكر ما اعتراني من مشاعر الحزن، وكذلك اهتمام أبي بأن يبددها عني؛ إذ سرعان ما تحدث إلي بعدها بعطف كبير. وقد ظل يعاملنا بطريقته المبهجة العطوفة علينا طوال حياته. إنني أتعجب أحيانا أنه تمكن من ذلك؛ إذ إن عائلتنا تتسم بالتحفظ، لكنني أرجو أن يكون قد عرف مدى السرور الذي كان يبعثه فينا عطفه وكلماته المحبة. وبعد أن أصبحت رجلا، كثيرا ما كنت أتمنى أن يمرر أبي يده ويمسح بها على شعري، بينما هو واقف خلف الكرسي الذي أجلس عليه، كما كان يفعل حين كنت طفلا. لقد كان يسمح لأبنائه الكبار بأن يضحكوا ويمزحوا معه، وكان بوجه عام يتعامل معنا من منطلق المساواة التامة بيننا وبينه.
لقد كان يهتم دائما بخطط ونجاحات كل منا. وقد كنا نمزح معه قائلين بأنه لا يثق بأبنائه، لأنه على سبيل المثال، كان يتردد بعض الشيء بشأن توليهم بعض المهام التي لم يكن يثق في أنهم يلمون بالقدر الكافي من المعرفة عنها. بالرغم من ذلك، فغالبا ما كان يميل إلى استحسان ما نقوم به. وحين كنت أرى أنه قد أولى قيمة كبيرة لأي شيء قمت به، كان يستاء ويكاد أن ينفجر في غضب مصطنع. لقد كانت شكوكه جزءا من تواضعه بخصوص أي شيء يتعلق به، وأما آراؤه المحابية لما نقوم به، فقد كانت نتيجة لطبيعته التي تتسم بالتعاطف، والتي جعلته متساهلا مع الجميع.
كان يحافظ دائما على التعبير عن شكره لأبنائه بطريقته الرائعة، ولم يحدث قط أن كتبت له خطابا أو قرأت عليه شيئا، دون أن أتلقى منه بضع كلمات رقيقة تعبر عن امتنانه. وقد كان حبه وعطفه تجاه حفيده الصغير برنارد عظيما، وكثيرا ما كان يتحدث عما كان يجده من سرور لرؤية «وجهه الصغير أمامه» على الغداء. وقد اعتاد هو وبرنارد أن يقارنا بين أذواقهما؛ كيف أنهما على سبيل المثال يفضلان السكر البني على الأبيض وما إلى ذلك، والنتيجة هي: «إننا نتفق دوما، أليس كذلك؟»
وتكتب أختي عنه، فتقول:
إن أول ذكرى لي عن والدي هي استمتاعنا بلعبه معنا. لقد كان متعلقا بأطفاله بصورة عاطفية، بالرغم من أنه لم يكن من محبي الأطفال بوجه عام. وقد كان بالنسبة لنا جميعا أكثر رفاق اللعب إمتاعا، وأكثر من لديه القدرة على التعاطف. إنه لأمر محال بالطبع أن نصف بشكل كاف، مدى البهجة التي كان يمنحها لعائلته، سواء وهم أطفال أو في المراحل اللاحقة من حياتهم.
ومن الأدلة على مدى توافقنا معه ومدى تقديرنا له كرفيق للعب، أن أحد أبنائه عندما كان في نحو الرابعة من عمره قد حاول أن يرشوه بستة بنسات كي يأتي ويلعب معنا في وقت العمل. وقد كنا جميعا نعلم مدى قداسة وقت العمل بالنسبة له، غير أنه قد بدا لنا من المستحيل أن يرفض أي شخص ستة بنسات.
অজানা পৃষ্ঠা