চার্লস ডারউইন: তার জীবন ও পত্রাবলী (প্রথম খণ্ড): চার্লস ডারউইনের দ্বারা লেখা একটি আত্মজীবনী অধ্যায় সহ
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
জনগুলি
بعد أن كان ينتهي من الخطابات في نحو الساعة الثالثة من بعد الظهيرة، كان يستريح في غرفة نومه؛ إذ كان يستلقي على الأريكة ويدخن لفافة من التبغ، ويستمع إلى رواية أو كتاب غير علمي. لم يكن يدخن إلا في وقت الراحة، أما النشوق، فقد كان بمنزلة منبه وكان يستخدمه في أثناء العمل. لقد ظل يتناول النشوق على مدى سنوات عديدة من حياته؛ إذ اكتسب هذه العادة وهو لا يزال طالبا في إدنبرة. وقد كان لديه علبة فضية جميلة للنشوق، كانت قد أهدتها له السيدة ويدجوود وهي سيدة من مير، وقد كان يعتز بهذه العلبة كثيرا، لكنه لم يكن يحملها إلا نادرا؛ إذ كانت تغريه بتناول الكثير منه. وقد تحدث في أحد خطاباته المبكرة عن توقفه عن تناول النشوق لمدة شهر، وتحدث عن شعوره بأنه أصبح «بليدا وغبيا وكئيبا لأقصى حد.» وقد أخبرني جارنا وكاهننا السابق، السيد برودي إنيس، أن والدي قد قرر ذات مرة ألا يتناول النشوق إلا وهو بعيد عن المنزل، وأضاف: «إنه ترتيب مناسب لي تماما؛ إذ إنني أحتفظ بعلبة في مكتبي يمكنني الوصول إليها من الحديقة دون أن أستدعي أحد الخدم، كما أن ذلك كان يتيح لي فرصة أكبر في أن أتبادل الحديث لدقائق مع صديقي العزيز.» وعادة ما كان يتناول النشوق من جرة زجاجية موضوعة على منضدة البهو؛ إذ كان قطع هذه المسافة من أجل نشقة أمرا مثبطا بعض الشيء، وقد كان صوت انفتاح الغطاء مألوفا للغاية. وأحيانا كان يخطر له وهو يجلس في غرفة الاستقبال أن نار مدفأة المكتب قد خمدت بعض الشيء، وحين كان أحدنا يعرض أن يعتني بأمرها، يتضح أنه كان يرغب أيضا في الحصول على بعض النشوق.
لم يبدأ أبي في التدخين باستمرار إلا في سنواته الأخيرة، بالرغم من أنه كان قد تعلم التدخين مع رجال الجاوتشو في جولاته على الخيول في سهول البامبا، وقد سمعته يتحدث عن الراحة العظيمة التي كان يجلبها تناول قدح من المتة مع لفافة من التبغ حين كان يتوقف بعد جولة طويلة ولا يستطيع الحصول على طعام لبعض الوقت.
غالبا ما كانت القراءة بصوت عال تبعثه على النوم، ولقد كان يشعر بالأسف إذ يغفل عن أجزاء من إحدى الروايات؛ فقد كانت أمي تواصل القراءة خشية أن يوقظه توقف الصوت. كان ينزل من غرفته في الرابعة ليرتدي ثيابه استعدادا لجولة المشي الخاصة به، وقد كان مواظبا للغاية حتى إننا لنتوقع سماع وقع خطواته نازلا على الدرج في غضون دقائق من الرابعة.
كان يعمل من الساعة الرابعة والنصف حتى الخامسة والنصف، ثم يأتي إلى غرفة الاستقبال ولا يقوم بشيء حتى يحين الوقت (في السادسة تقريبا) كي يصعد مجددا لفترة استراحة ثانية، يستمع فيها إلى رواية تقرأ عليه مع تدخين لفافة من التبغ.
في السنوات الأخيرة، تخلى عن تناول وجبة العشاء، وكان يكتفي بتناول قدح من الشاي مع بيضة أو قطعة صغيرة من اللحم في السابعة والنصف بينما كنا نتناول العشاء. ودائما ما كان يغادر الغرفة بعد العشاء معتذرا بقوله إنه سيدة عجوز ويجب أن يسمح لها بمغادرة الغرفة مع السيدات. وقد كان ذلك إحدى العلامات والنتائج العديدة لما يعانيه من ضعف واعتلال مستمرين في الصحة. وكان، إذا تحدث لقرابة نصف ساعة، شعر بإرهاق شديد بحيث لا يتمكن من النوم طوال الليل وقد يفقد قدرته على إنجاز نصف العمل في اليوم التالي.
غرفة المكتب في داون. بإذن من مجلة «سينتشري ماجازين».
بعد العشاء، كان يلعب لعبة الطاولة مع والدتي؛ فكانا يلعبان جولتين كل ليلة، وقد ظلا يحتفظان على مدى سنوات عديدة بسجل لعدد الجولات التي فاز بها كل منهما، وقد كان أبي يحظى بالنصيب الأكبر منها. وقد أصبح أبي متحمسا للغاية تجاه هذه الجولات؛ فكان عند الخسارة ينعى حظه السيئ بمرارة، وينفجر بغضب زائف من حظ أمي الجيد.
بعد لعب الطاولة، كان يقرأ بنفسه كتابا علميا في غرفة الاستقبال أو في المكتب، إن كانت الغرفة صاخبة.
وفي المساء، بعد أن يكون قد قرأ قدر ما سمحت به قواه، وقبل أن تبدأ المطالعة بصوت عال، عادة ما كان يستلقي على الأريكة ويستمع إلى أمي وهي تعزف على البيانو. لم يكن يتمتع بأذن موسيقية جيدة، لكنه كان يكن حبا حقيقا للموسيقى الجيدة. ودائما ما كان يشكو أن استمتاعه بالموسيقى قد قل مع تقدمه في العمر، غير أنني أتذكر أن حبه للألحان الجيدة كان قويا. ولم أسمعه يدندن قط إلا بلحن واحد وهو لحن الأغنية الويلزية «طوال الليل» («آر هيد ي نوس») والذي كان يؤديه بنحو صحيح، وقد اعتاد أن يدندن أيضا بلحن أغنية أوتاهيتية قصيرة. ونظرا لافتقاره إلى الأذن الموسيقية، لم يكن يستطيع تمييز اللحن إن استمع إليه مرة أخرى، لكنه ظل يحب الألحان نفسها التي أحبها من قبل، وعند الاستماع إلى إحدى المقطوعات القديمة المفضلة لديه، فإنه غالبا ما كان يقول: «إنها مقطوعة جميلة، ما اسمها؟» لقد كان يحب أجزاء من سيمفونيات بيتهوفن بنحو خاص، وأجزاء صغيرة لهاندل، وقد أعد قائمة قصيرة بجميع المقطوعات التي كان يحبها من بين المقطوعات التي كانت تعزفها أمي، مع كتابة كلمات قليلة عن الانطباع التي كانت تتركه عليه كل منها، لكن هذه الملاحظات قد ضاعت مع الأسف. كان يلاحظ الاختلافات الطفيفة في أسلوب العزف، وكان يستمتع كثيرا بعزف الراحلة السيدة فيرنون لاشينجتون. وحين أتى هانس ريختر لزيارة داون في يونيو من عام 1881، أثار فيه أداؤه الرائع في العزف على البيانو حماسا عظيما. وكان يستمتع كثيرا بالغناء الجيد، وكانت مشاعره تتأثر حتى تكاد أن تذرف دموعه عند سماع الأغنيات العظيمة أو الحزينة. ولم يكن يمل قط من سماع ابنة أخيه الليدي فارار وهي تغني أغنية سوليفان «هل سيأتي؟» («ويل هي كام؟»). لقد كان متواضعا للغاية فيما يتعلق بذوقه الفني؛ لذا فقد كان يسر كثيرا حين يجد أن آخرين يتفقون معه.
كان تعبه يشتد في المساء، لا سيما في السنوات الأخيرة، وكان يغادر غرفة الاستقبال في نحو العاشرة، ويذهب إلى السرير في العاشرة والنصف. وعادة ما كانت حالته تسوء في الليل؛ فيجلس في السرير مستيقظا لساعات وهو يعاني من التعب. وكان يعاني في الليل من نشاط أفكاره ، ويضنيه عقله من التفكير في مسألة كان قد قرر أن يتجنب التفكير فيها. وبالليل كذلك، كان يطارده كل ما حيره في النهار أو أزعجه، وأعتقد أنه كان يعاني حينئذ إن لم يكن قد أجاب عن خطاب من أحد الأشخاص المزعجين.
অজানা পৃষ্ঠা