به، محورًا لحياة في نظره ...
وتربيته كذلك على ضبط أعصابه؛ فلا يندفع لأول مؤثر -كما هي طبيعته- ولا يهتاج لأول مهيج؛ لِيَتِمَّ الاعتدال في طبيعته، وحركته ...».
ولبعضهم شبهة خطيرة، وهي قولهم: لا حُجَّةَ بأفعال النبي ﷺ في مكة؛ لأنها قبل اكتمال التشريع ..
وَقَدْ أُجِيبَ عن هذا بتفصيل في مفهوم الطائفة المنصورة: (الهداية ثم السياسة) (١)، وخلاصته:
إذا كان هذا القول صحيحًا، فيعني هذا أن لا حُجَّةَ بأفعال النبي ﷺ، حتى في المدينة خلال التسع سنين الأولى؛ لأن التشريع لم يكتمل إلا بعد نزول قوله تعالى: «اليوم أكملت لكم دينكم ...»، وقد نزلت في حجة الوداع .. فتأمل ...
والصواب: أن أفعال النبي ﷺ كلها حُجَّةٌ ثابتة، منذ بُعِثَ إلى حين وفاته ...
إلا ما دل الدليل على نسخه، ولا يلزم من ذلك إباحة المحرمات؛ لأن بحثنا في أفعال النبي ﷺ وتصرفاته مع كفار قريش، والمجتمع من حوله، وليس بحثنا في المحرمات التي كانت تتعاطاها قريش، والتي كان مسكوتًا عنها سكوتًا مؤقتًا ... فتدبر.
وأخيرًا:
موعظة للعقلاء فقط:
- إن من الفطنة والكياسة، ومن فقه الواقع والسياسة، أن ندرك أن وقوع الصِّدَامِ قبل التمكين الإيماني والمادي، هو ما يُؤَمِّلُهُ أعداءُ