الشدة خير من الحظ
ولكن لا تظن أني أشن حربا على الحظ لا هوادة فيها، فأحيانا ما يكف الحظ عن الخداع ويكون عونا للمرء؛ أعني عندما يفصح عن نفسه ويسفر عن وجهه ويعلن أحكام لعبته، لعلك لم تفهم بعد ماذا أعني، إنه شيء غريب هذا الذي أريد قوله؛ «مفارقة»
paradox ؛
1
ولذا أجد صعوبة في التعبير عنه بالكلمات، فأنا أعتقد أن الحظ السيئ أفضل للمرء من الحظ السعيد!
الحظ السعيد يبدو دائما كأنه يجلب للمرء السعادة، غير أنه يخدعه بابتساماته، بينما الحظ السيئ صادق دائما لأنه يكشف له عن طبيعته الحقيقية المتقلبة، الحظ السعيد يخدع، والحظ السيئ يربي ويعلم، الحظ السعيد يستعبد بالعطايا الكاذبة عقول الذين يحبونها، بينما الحظ السيئ يحرر الناس إذ يعلمهم أن السعادة شيء هش، هكذا يمكنك أن ترى أن الأول قلب لا يعرف نفسه، وأن الآخر رصين معتزم حكيم من خلال خبرة الشدائد ذاتها.
2
وأخيرا فإن الحظ السعيد يغوي الناس، بمداهناته، عن طريق الخير الحقيقي، بينما الحظ السيئ كثيرا ما يردهم إلى خيرهم الحقيقي كالراعي يردهم بعصاه، وهل بالقليل أن هذا الحظ القاسي الفظ قد كشف لك عن الأصدقاء المخلصين لك بقلوبهم؟ وكشف لك أصحاب الابتسامة الصادقة وأصحاب الابتسامة الكاذبة؟ عندما تخلى عنك الحظ فقط أخذ معه أصدقاءه وترك لك أصدقاءك، ولو أنك بقيت سالما ومحظوظا كما تظن لما أتيح لك مثل هذه المعرفة بأي ثمن، لا تأس، إذن، على ثروة فقدتها فقد عثرت على أثمن ثروة على الإطلاق - أصدقائك الحقيقيين.
3
من خلال الحب
অজানা পৃষ্ঠা