لا يثبت على حال،
فكيف تضع ثقتك في عرض الدنيا،
ويقينك في النعيم الزائل،
مكتوب في القانون الأزلي
ما من شيء مخلوق له صفة الدوام.
الفصل الرابع
الحظ والسعادة
عندئذ أجبت: «حق كل ما تقولين، أنت حقا أم الفضائل جميعا، وما كان لي أن أنكر نجاحي وازدهاري السريع، غير أن هذا بعينه هو ما يزيد حرقتي كلما تذكرته، فبين صنوف البلايا جميعا ليس هناك أبلغ شقاء من أن يكون المرء قد سبق له أن عرف السعادة.»
1
فأجابت: غير أنك تشقى بسبب اعتقادك الخاطئ، وليس لك أن تلوم الأحداث على ذلك، وإذا كنت متأثرا حقا بهذا الاسم الفارغ لسعادة الحظ فإن بوسعك أن تحصي معي الآن عدد النعم الهائلة التي ما زلت تنعم بها، وما دمت تجد أنك ما زلت تملك من بين عطايا الحظ جميعا أغلاها عندك، وتجدها بفضل الله كما هي سالمة من أي أذى، فكيف تزعم أنك شقي تعيس بينما سلمت لك أفضل النعم؟ أولا، حموك سيماخوس ما زال سليما معافى ، إنه زينة الجنس البشري كله، وإنه رغم سلامته يبكي لما أصابك؛ لأن قيمتك لديه لم تهتز وحياتك لم تهن ... هذا الرجل الذي جبل من حكمة وفضيلة.
অজানা পৃষ্ঠা