لأنه تخيل الشبع فحاول أن يستكمل له وجود الشبع ، فيصير من حد التخيل إلى حد العين ، فهو من حيث إنه شبعان تخيلا هو الذي يأكل ليصير شبعانا وجودا ، فالشبعان تخيلا هو العلة الفاعلية بما يجعله فاعلا تاما ، وهو بعينه العلة الغائية ، والشبعان وجودا هو الغاية المترتبة على الفعل ، فالأكل صادر من الشبع ، ومصدر للشبع ، ولكن باعتبارين مختلفين ، فهو باعتبار الوجود العلمي فاعل ، وعلة غائية ، وباعتبار الوجود العيني غاية.
* وصل
بل إذا تأملت في الأسباب القريبة لشيء واحد وجدتها كأنها كلها شيء واحد ، متوجه من حد نقصان إلى حد كمال ، فإن النجار بالفعل ليس ذات شخص إنساني كيف كان ، بل مع تهيئه بالآلة والوقت والمكان وغيرها ، وليس في الخشب أيضا بأي وجه كان استعداد قبول النجر ، بل مع مقارنته بيد النجار كأنهما شيء واحد متحرك في الأوضاع.
ثم لكل نجر من الفاعل ، وانفعال من القابل ، صورة خاصة متصلة في الاستحالات والتشكلات ، ولها غاية قريبة موصولة بها ، وهكذا اتصلت الاستحالات ، وتواردت الصور على الانفعالات حتى انتهت إلى صورة أخيرة هي غاية بوجه ، وصورة بوجه آخر ، والغاية أيضا فاعل من جهة ، وغرض من جهة ، وعلة غائية من جهة.
পৃষ্ঠা ১৫৬