ولا تشكر مغبته
فصل
يوافق هذا ما روي
من أن رسول الله ص لما بعث عليا في بعض شئونه قال يا رسول الله ترسلني في الأمر فأكون فيه كالسكة المحماة في العين أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فقال بل الشاهد يرى ما لا يراه الغائب
ثقة منه بسداد مقاصده وشرف مصادره وموارده وكيف يليق من عاقل أن يقول إن رسول الله ص كان محتاجا إلى رأي سواه مع تأييده بتدبير الله فيما أولاه مع وفور تجاربه المتقنة وفنون أغراضه السديدة المتباينة ثم لو جاز أن يكون محتاجا كما ذكره الغلاة في محبة أصحابهم إلى مشاورة من ذكروه لما جاز أن يكون في الأوقات المتكررة مستفيدا منهم آخذا عنهم ثم إن الذي ذكره الغلاة شيء لم يبرهنوا عليه ولم يشيروا بأمارة عليه بل ساقهم الغلو إلى أن رموا رسول الله ص بسهام النقص ليكملوا أصحابهم وينزهوا أحبابهم وإذا اعتبرت رأيت الأمارات المقتضية لترك الإخلاد إلى من وقعت الإشارة إليه نقصه في الرأي حسب ما تضمنته هاتان القصتان وغيرهما أو نقصهما في معاني الشجاعة حسب ما دلت عليه القصص الخيبرية والأحدية والحنينية وغيرهن فرأى رسول الله ص تخلفهم عن مقارعة الأبطال وملاقاة الرجال أحوط في بقاء الإسلام وانتظامه وأمر في فتل حيله وإبرامه ووكل الحروب إلى فرسان النزال وبهم القتال أمير المؤمنين علي
পৃষ্ঠা ৫