حديث النفس لا يمكن التخلص منه بخلاف الصبر على الموت فإن كثيرا لم يحيدوا عنه لأن الجواب بما أن الله تعالى كامل والكامل لا يكلف بالمحال ولا يأمر بالسعي مع تعذر المجال فإن كان القائل ما عرف هذا فالإشكال عليه بعدم معرفته وإن كان عرف فالإشكال وارد في وصف الله تعالى عمدا بغير صفته وإن كان شاكا فالإشكال بعدم المعرفة موجود ولو فرضنا كونه تعالى مكلفا بالمحال فالحرج عند رسم الله تعالى حصل وهو محذور ثم إن الحديث الذي يجري في النفس المشار إليه في القصة مشعر بشدة ما تجري في النفس وهو بعد إظهار الإسلام وإعلانه عند الاعتبار محذور كبير صعب وأما قول من قال إن الآية منسوخة بما أشار إليه فممنوع إن كان بنى على أن الآية الأولى مضمونها التكليف بما لا تصل القدرة إليه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا إنما أمر تخييرا ونهى تحذيرا وكلف كما قال العارف ص يسيرا.
ومن كتاب الكشف والبيان عند قوله تعالى ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض
قال روى الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال : لما كان يوم بدر وجيء بالأسرى قال رسول الله ص ما تقولون في هؤلاء؟ فقال أبو بكر يا رسول الله قومك وأهلك استبقهم واستأن بهم لعل الله أن يتوب عليهم وخذ منهم فدية تكون لنا قوة على الكفار قال عبد الله بن مسعود فلما كان من الغد جئت رسول الله ص فإذا هو وأبو بكر قاعدان
পৃষ্ঠা ৩