কালো মৃত্যুর পুনরাগমন: সময়ের সবচেয়ে ভয়ংকর হত্যাকারী
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
জনগুলি
الأمر الذي يصبح جليا في الحال هو أن الوباء على ما يبدو كان يحدث على مرحلتين منفصلتين لا تتصلان إلا اتصالا ضعيفا أثناء الصيف؛ ومن ثم قسمنا النوبة إلى ثلاث مراحل:
حدثت المرحلة الأولى إبان خريف عام 1597، عندما بدأ الأمر بوباء صغير. بعد حالة الوفاة الأولى في الثاني والعشرين من سبتمبر، كانت هناك فترة توقف طويلة على نحو يدعو للغرابة حيث لم تقع أية وفيات حتى الرابع عشر من أكتوبر، أي على مدار ما يزيد على ثلاثة أسابيع لاحقة. هذا هو الخيط التالي لعلم وباء الطاعون. من الواضح أنه كانت هناك بداية تدريجية للوباء، حيث بدأت الخسائر في الأرواح ترتفع بعد ذلك رويدا رويدا لتصل إلى قمة صغيرة في شهري نوفمبر وديسمبر.
كما رأينا من قبل، كانت بداية فصل الشتاء في المرحلة الثانية من الوباء تكبح جماح الطاعون. في نهاية القرن السادس عشر، إبان فترة العصر الجليدي الصغير، كانت فصول الشتاء قارسة وطويلة على نحو غير معتاد. كانت الأحوال الطقسية في وادي آيدن قاسية على نحو خاص؛ نظرا لأن مساكنهم (على غرار مساكن معظم سكان إنجلترا) باردة، ومعرضة للتيارات الهوائية، ومعزولة عزلا رديئا، وكان يوجد نقص في الوقود، وكانت ملابس الخروج بسيطة على عكس حالنا اليوم. وجد هذا المرض صعوبة بالغة في الانتقال إلى الضحية التالية، وبدا أن الوباء قد اندثر؛ فلم تحدث خسائر في الأرواح بسبب الطاعون في يناير عام 1598، ولم تحدث سوى حالة وفاة واحدة في شهر فبراير. اجتاز الطاعون الشتاء بصعوبة بالغة، وتخللت فترات فاصلة طويلة للغاية الوفيات المتتالية في هذا الوقت. لو أن خط العدوى كان قد انكسر انكسارا كاملا، لنجا المجتمع من الأسوأ الذي لم يكن قد حل بعد .
استعاد الوباء نشاطه في مرحلته الثالثة مرة أخرى، وذلك في شهر مارس من نفس العام، وبدأ معدل الوفيات يرتفع بثبات، مع حدوث زيادة هائلة في الوفيات في شهر مايو. كانت هذه أكثر مراحل نوبة التفشي تدميرا، ووصلت الخسائر في الأرواح ذروتها في يوليو وأغسطس.
في آخر المطاف اضمحلت المرحلة الثالثة، وبعد حالة الوفاة الأخيرة في السادس من يناير عام 1599، كتبت العبارة التالية في السجلات: «هنا انتهى الابتلاء»، وهي كلمات تبدو بطريقة ما واهنة على أن تعلن نهاية ما كان بلا شك أسوأ فترة في تاريخ هذه البلدة الصغيرة بأكمله.
يتطابق نمط الوفيات في الفترة الممتدة من مارس حتى ديسمبر 1598 في المرحلة الثالثة بحذافيره مع تسلسل أحداث كل وباء مرض معد: منحنى صعود أولي لانتقال العدوى، يعقبه مرحلة استقرار قصيرة قبل أن تخمد النوبة. علاوة على أن المرحلة الثالثة تتطابق بحذافيرها مع الوباء في نيوكاسل، فكلاهما دام تسعة أشهر. (2) القيمة الحقيقية لسجلات الأبرشية
حتى الآن اكتفينا باستخدام سجلات الوفاة كي نحصي وفيات الطاعون الشهرية. تعلمنا من خلال تحليل هذه الإحصاءات المباشرة قدرا لا بأس به من المعلومات حول الطاعون. على أن السجلات تخفي ما هو أكثر من ذلك بكثير، إنها تخفي معلومات قيمة للغاية عن المرض؛ فهي تحوي معلومات خاصة بأحداث مهمة في حيوات الأشخاص الحقيقيين.
نجد فيما يأتي اقتباسا من سجلات بنريث يبدأ من اليوم المشئوم الثاني والعشرين من سبتمبر، ويغطي المرحلة الأولى من الطاعون. تقدم هذه القائمة من الأسماء لمحة صغيرة عن تاريخنا، ونتعجب بشأن قصة «الغلمان المساكين المجهولين» الذين دفنوا في الخامس عشر من أكتوبر والثامن من نوفمبر.
سجلات مدافن بنريث، 1597
سبتمبر
অজানা পৃষ্ঠা