কালো মৃত্যুর পুনরাগমন: সময়ের সবচেয়ে ভয়ংকর হত্যাকারী
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
জনগুলি
لسوء حظ اللندنيين، استمر الوباء طوال شتاء عام 1665، معاودا الظهور مرة أخرى في الربيع التالي، وإن كانت ذروته قد انتهت. بدأ الأفراد الذين كانوا قد فروا في العودة ومحاولة استئناف حياتهم مرة أخرى. بيد أن الطاعون استمر وتوالت الوفيات بمعدل منخفض على مدار العام التالي؛ مما أسفر عن وفاة 2000 ضحية إضافية. باستثناء بعض نوبات التفشي العشوائية والمتقطعة، كانت هذه نهاية الطاعون؛ فبعد أن ضرب أطنابه واستشرى بلا رادع في أنحاء أوروبا طيلة 300 عام، اختفى وهو في ذروة قوته، فجأة وبدون سبب واضح، مثلما ظهر فجأة في المشهد دون سبب واضح.
لا بد أن شعب أوروبا ظل في حالة ترقب لسنوات عديدة، متسائلا هل اختفى عدوه القديم إلى الأبد أم أنه توارى ليس إلا، في مكان ما، مترقبا حتى تسنح الفرصة أمامه لمعاودة الظهور. ماذا كان يعيق ظهوره في المشهد مرة أخرى؟ إلا أنه سرعان ما انتابتهم مخاوف أخرى؛ فقد تصدر المشهد شكل خبيث من الجدري في ثلاثينيات القرن السابع عشر، ولم يمض وقت طويل حتى تقلد هذا المرض دور الطاعون السفاح المرعب، مع أنه لم يصل قط إلى مرتبة الطاعون.
لقد أمطنا اللثام عن صورة تاريخية دقيقة لعهد الطاعون المرعب الذي دام لزمن طويل، وقد جمعنا كما هائلا من الأدلة، لكن ظل بجعبتنا الكثير من الأسئلة التي لم نجد لها إجابات. من بينها، من أين بالتحديد جاء المرض عام 1347؟ ولماذا اختفى عام 1670؟
قبل أن نتمكن حتى من البدء في الإجابة على مثل هذين السؤالين، لا بد أن نقر أننا لا نفهم بعد الطبيعة الحقيقية لهذا المرض الفتاك الغامض. بلغة متخصصة، ماذا كانت حقيقة العامل المعدي؟
هل يمكننا أن نستعين بكامل قوة العلوم الحديثة المتعلقة بالأمراض المعدية لنربطها بأدلتنا التاريخية؛ ومن ثم نرسم ملامح سفاح القرون الوسطى؟
الفصل الثامن
آلية عمل البكتيريا والجراثيم
لقد عرفنا قدرا لا بأس به عن هذا المرض الغريب الذي أرهب أوروبا منذ ضربته الأولى خلال الموت الأسود عام 1347 حتى طاعون لندن العظيم عام 1665. لقد كان واضحا وضوح الشمس من الروايات المعاصرة أن الناس الذين عاشوا في تلك الآونة قد أدركوا منذ البداية أنه كان مرضا معديا بالاحتكاك المباشر وينتقل من شخص إلى آخر. يؤكد نجاح قاعدة الحجر الصحي الذي كانت مدته أربعين يوما أنهم كانوا على صواب. لكن ماذا كان العامل المعدي ولماذا كان نشطا على نحو مخيف للغاية؟ بداية، نحتاج أن نعرف المزيد عن أساس البكتيريا والجراثيم.
إن الإنسان في حرب مع الأمراض المعدية منذ فجر التاريخ. وحتى عهد قريب نسبيا، ومع المعرفة المتزايدة بالأسباب الكامنة وراءها وظهور المضادات الحيوية واللقاحات، لطالما كانت معركة من طرف واحد إلى حد بعيد. لقد أشارت أمهاتنا وجداتنا إلى «الجراثيم» ببساطة، وقد انتابتهن مخاوف شديدة من آثارها على سلامة وصحة أطفالهن، وكان لديهن سبب وجيه وراء هذه المخاوف؛ حيث إنهن نشأن على سماع روايات عن وفيات الأطفال الهائلة بسبب الأمراض المعدية في العصور السابقة؛ إذ رأى البعض بأعينهن مباشرة التأثير المدمر لجائحة الإنفلونزا عام 1918، وقد شهدن الكساح المريع والوفيات المتكررة نتيجة لمرض شلل الأطفال قبل اختراع لقاح سالك عام 1954. كانت مخاطر الطفولة كثيرة ومتنوعة: الدفتيريا، والسعال الديكي، والحصبة، والجدري، والإنفلونزا، ونزلات البرد، والالتهاب الشعبي، والالتهاب الرئوي، والتهاب غشاء الجنبة المحيط بالرئة، والتهاب المعدة، وتعفن سكروت، والديدان الأسطوانية، والسلاق، والقوباء، بل أيضا المهانة التي يتعرض لها المرء المصاب بسعفة الرياضي والثؤلول الأخمصي عند زيارته لحمامات السباحة. في عائلتي، عائلة دنكان، عانينا من كل هذا في الأيام التي سبقت ظهور المضادات الحيوية والتطعيمات، مع أننا حاولنا جاهدين تجنب حمى الخنادق. وقد رأينا حولنا أشخاصا يعانون من السل، وشلل الأطفال، والتهاب السحايا الدماغية، ويموتون منها في بعض الحالات.
دون شك، شهد أجدادنا الأوائل الكثير من هذه الأمراض، مع أن الجدري كان المرض الفتاك الأول بالنسبة للأطفال على مدار قرون. وعقب حملة تطعيم على مستوى العالم عام 1977، محي هذا المرض بنجاح، فيما خلا بعض العينات منه التي حفظت من أجل الأبحاث العلمية، لكن ليس من المستغرب أن الجدري والطاعون هما المرضان الأكثر تأثيرا في إثارة الخوف ونشر الفزع إذا ما استخدما في هجوم إرهابي.
অজানা পৃষ্ঠা