কালো মৃত্যুর পুনরাগমন: সময়ের সবচেয়ে ভয়ংকর হত্যাকারী
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
জনগুলি
الانتشار الجغرافي للطاعون من شمال شرق إلى شمال غرب إنجلترا عبر شعاب جبال بيناينز، 1597-1598. يحيط الخط المنقط بيابسة ممتدة على مساحة 500 متر. يوضح الخط المكون من شرط الطريق المحتمل الذي سلكه أندرو هوجسون.
تحرك الطاعون شمالا عبر الطريق الشمالي الكبير (الذي أطلق عليه لاحقا إيه 1)، الذي يمتد إلى غرب جبال بيناينز وبلغ مدينة درم نحو منتصف صيف عام 1597، وبحلول فصل الخريف كانت السجلات تحوي ما يزيد على الألف حالة وفاة. في تلك الأثناء كانت العدوى تقفز من مكان إلى آخر من جديد، فانتقلت نحو الجنوب وظهرت في الوقت نفسه في بلدة دارلينجتون بمقاطعة درم وريتشموند في صيف عام 1597.
كانت ريتشموند بلدة في القسم الشمالي من يوركشير تقام فيها سوق مركزية، وقد عانى أهلها مدة طويلة بلغت 16 شهرا. كانت أعداد الوفيات النهائية ضخمة للغاية لدرجة أن فناء الكنيسة لم يكف، وتعين دفن الكثير من الموتى في أراض مؤقتة في كاسل يارد وكلاركس جرين. خمد الوباء في فصل الخريف وترنح عبر الشتاء معاودا الظهور في الربيع التالي مع بلوغ الوفيات أوجها في صيف عام 1598، وأخيرا زال بحلول شهر ديسمبر. (2) وصول الطاعون إلى بنريث
في الوقت نفسه لم يكن المرض ثابتا في مكانه، وإنما سافر بطول طريق التجارة عبر جبال البيناينز من الشرق إلى الغرب، عن طريق الشعاب التي تربط منطقة ستينمور وأراضي بوز مور المستنقعية، مستشريا في بنريث. كانت البلدة قد عانت من مجاعة شنيعة عام 1596 مات على إثرها 153 شخصا، ولم يكن المجتمع الصغير قد تعافى عندما تلقى ضربة مدمرة ثانية بوصول الطاعون في العام التالي. كما رأينا، جلب الطاعون أندور هوجسون الذي وفد على ما يبدو من ريتشموند أو ربما من مكان أبعد من ذلك مثل دارلينجتون أو درم، حيث كان الطاعون مستفحلا.
يشير بوضوح القيد الذي أعقب قيد دفن هوجسون في السجلات إلى أن الكاهن وسكان البلدة أدركوا في الحال من العلامات التي ظهرت على الرجل الذي ينازع الموت أنه ثمة ابتلاء طاعون بين أيديهم، وقد كانوا على صواب. لا بد أن الذعر والهلع انتشرا سريعا في أنحاء البلدة، ولا بد أنهم انتظروا بأنفاس لاهثة ليروا ما إذا كانت توجد أية حالات إصابة أخرى. لعل الحظ كان سيحالفهم وكانوا سينجون من وباء مكتمل الأطوار.
لم يحدث شيء على مدار ثلاثة أسابيع، وكان الأمل قد بدأ يدب في قلوبهم، إلا أن إليزابيث ريلتون ماتت بعدها وواجه المجتمع قدرا محتوما، ففي تعاقب سريع أصيب أفراد أسرتها؛ مما يشير إلى معدل احتكاك مرتفع داخل الأسرة.
وصل الوباء إلى قمة محدودة في شهري نوفمبر وديسمبر، مع أن تسع عائلات فقط هم الذين أصيبوا إجمالا. ومنذ ذلك الحين فصاعدا، اختفى تقريبا الطاعون إبان برودة الشتاء الشمالي، ولم تحدث أية وفيات بسبب الطاعون في شهر يناير، وحدثت حالة وفاة واحدة فقط في فبراير من عام 1598.
إلا أن نوبة الطاعون انفجرت مجددا خلال الظروف المناخية في شهر أبريل الأكثر دفئا وارتفع عدد الوفيات اليومي على نحو ثابت، بالغا أقصى معدلاته في يوليو قبل أن يخبو شيئا فشيئا. تعين تخصيص مدفن مؤقت على التلة إبان فوضى الصيف ودفن 213 جثمانا هناك، ودفن البعض في فناء مدرسة القواعد النحوية، والبعض الآخر في الحدائق الخاصة بمنازلهم. بلغ عدد الوفيات النهائي نحو 640 شخصا على الأقل، وهو ما يعادل أكثر من نصف السكان.
قدم فيرنس في كتابه «في تاريخ بنريث منذ أقدم السجلات حتى الوقت الحاضر» قصة الأحداث التي وقعت إبان الطاعون مع أنها معتمدة على الأرجح على روايات شخصية غير موثوق بها.
لا يمكن تخيل الحالة الفعلية لبنريث إبان هذا الوقت المرعب. لم تسجل ولا حالة زواج واحدة إبان الصيف بأكمله. تجنب الناس تماما المنازل التي يفترض أن بها عدوى، وعانى قاطنوها حتى الموت دون تلقي مساعدة. كاد الناس يخشون حتى من نظرات بعضهم بعضا. وكان للمساء - الوقت الذي كانت تحدث فيه عموما هجمات هذا المرض - مصدر رعب ووحشة إبان قدوم هذا الطاعون. كانت النوبة أو الفترة الأولى التي تضمنت المساء والليلة التالية، مميتة عادة. وكان اليومان الثالث والخامس في المجمل أخطر يومين، وإذا عاش الشخص لليوم الخامس واكتملت أطوار المرض، فعندئذ كان ينظر إلى المريض بأنه قد تجاوز مرحلة الخطر تقريبا. لم تكن كل هذه الملابسات معروفة جيدا إلا في الأماكن التي تفشى فيها الطاعون لبعض الوقت. جرد المشهد البائس والجنوني الذي صاحب المرض في مرحلته الأولى - التي كان ينبغي أن تثير الشفقة لحال المصاب - أولئك الذين شاءت الظروف أن يلتقوا بهؤلاء المرضى من المشاعر الإنسانية. وكان الترنح الناتج عن خور القوة الشديد بمنزلة تحذير لجار المصاب ليفر هاربا. كان المصاب الفقير يلجأ إلى منزله - ربما كان آخر أفراد أسرته - وكانت اللامبالاة بالتعافي وحدها، التي كانت تعد أحد أكثر الأعراض غير المحبذة، تخفف نوبات الهذيان الناجمة عن حالته اليائسة والموحشة. (3) تدابير الصحة العامة
অজানা পৃষ্ঠা