إن غياب الإله عن الفكر والروح معا، ينجب فكرة الكاهن، فيكون لحضوره القدر البالغ الذي يضاهي أو يزيد عن حضور الإله، فيباركه الناس، ويتخذون منه قدسية صاخبة، فيباركها بالإزاء ويغسلها بما أراد، بالزيت أو الدم، الأمر سيان، وحقيقة الحقيقة أن تلكم القدسية مسيسة، يقوم على استغلالها لغرض القوة والهيمنة، وكما أن الإله غائب عند مريديه، فتغيبه عند ذلكم الكاهن أولى.
153
كان محمد عليه الصلاة والسلام وحيدا، وكانت بالإزاء قريش، وكان معاوية داهية، إلا أنه نال لقب رأس الفئة الباغية، وبالإزاء كان علي أكثر منه دهاء وأكثر تقى، ومع ذلك قتل في محرابه، وعاش معاوية من بعد سنين طوالا، فلا معيار للكثرة؛ إذ إنها ما ذكرت في القرآن إلا ذمت، ولا معيار للذكاء إذا ما كان في الباطل، وإنما المحز الذي يجب أن نضع عليه سكين الوعي، هو محز الحقيقة والحقيقة فقط، وما دون ذلك ليس سوى رتوش تغري الجهلاء، ويستغلها الجبناء، وتنطلي على الدهماء.
154
لا تبحثوا عن أعدائكم طالما كان لكم أصدقاء، بل ابحثوا في أصدقائكم تجدوهم، وفي أقربائكم تشعرون بهم، ولتثقوا أن لا أعداء آخرين لكم.
155
صلاة الفجر بمثابة أمن قومي بالنسبة للفرد، إذا ما أقامها في الجماعة أقام أمنه الداخلي المتمثل في السلام والطمأنينة والتصالح مع الروح، وأقام بالإزاء أمنه الخارجي؛ المليء بالمكائد والمخاطر والصعاب.
156
يتساوى العثار بالنجاح إذا ما كانت الأرض التي أنجبتهما واحدة؛ ذلك أن الأوحال خليط طين وماء، ولا قيمة لأي منهما حال اختلاطهما، ما لم يجر الماء إلى النهر وحيدا، وتتماسك ذرات الطين ببعضها أسفل الوادي.
157
অজানা পৃষ্ঠা