ما يفهمه الأحرار، أن الساعة التي يعيشون فيها أسودا، أجل وأكرم من خلودهم في هذه الحياة أرانب، ولن يتجلى ذلك ما لم تكن لهم عقيدة راسخة، ومناشط أرواحهم تنشدهم إلى مظانها، كما أن طريقهم تظل لاحبة، وكأنها قد عبدت كي يمروا عليها شامخي الرءوس ناصعي الجباه، فيحدثون في حياتهم البطولة، وترتسم في دمائهم الشاخبة حياة الآخرين وحبر التاريخ.
63
لا تتبن موقفا لا تقدر على تبريره، ولا ترى في فعلك الصواب، لمجرد أنك فعلت، كما أن حياتك لا تقاس بطولها، وإنما بعرضها، ولتفهم أن بعض الأمور لا تفهم بالمنطق، وإنما بالتجربة.
64
حين تبلغ مقام الرأي، ما عساك تقول، وأنت في دركات الواقع، ترنو إلى مآذن الخنوع، وتسمع لوسوساتك الجافة من فجوة روحك، وفي فمك ألف كلمة، تتهاوى ألف خريف في أحشائك الخامدة، دون أن تقدر على إخراجها من أعماقها ثم من أعماقك، ثم تضعها على فوهة فمك، وتقذفها إلى هناك، هناك حيث اغتال الركود الماء، وحيث انتحرت ذرات الأوكسجين في غبار الهوى، هل ستموت ألف سنة، أم ستعيش ألفا مثلها تخيط الآمال بالرقاع البالية؟ وتلك يداك ترجف بالقواصف كالسماء في رحم إبرة نحيلة.
65
من عرف كيف يمضي في طريق الصواب، لن يتعثر في اختيار الموت الذي يتغياه، ومن عايش سيول التجارب، يبقى كالصخر ريثما يذهب السيل.
66
ميزة العاقل عن الجاهل، أنه كلما علا رأى، وكلما رأى رمق ما فيه من قصور.
67
অজানা পৃষ্ঠা